سأل رجل الإمام رحمه الله فقال : أربعة دراهم درهم من تجارة ودرهم من صلة الإخوان ودرهم من أجر التعليم ودرهم من غلة أحمد بغداد ؟ فقال : أحبه إلي من تجارة بزه ، وأكرهها عندي الذي من صلة الإخوان ، وأما أجر التعليم فإن احتاج فليأخذه ، وأما غلة بغداد فأنت تعرفها فأي شيء تسألني عنها وقال رجل التعليم أحب إليك أم المسألة قال التعليم أحب إلي . لأحمد
وقال المروزي : سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله إني في كفاية قال الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على نفسك .
وقال أحمد استغن عن الناس فلم أر مثل الغني عن الناس وقال رجل للميموني رحمه الله لو أن رجلا قعد في بيته وزعم أنه يثق بالله فيأتيه برزقه قال : إذا وثق به حتى يعلم أن قد وثق به لم يمنعه شيء أراده ولكن لم يفعل هذا الأنبياء ولا غيرهم . وقد قال الله تعالى : { للفضيل بن عياض وابتغوا من فضل الله } . ولا بد من طلب المعيشة وقال إبراهيم النخعي رحمه الله وسئل عن الرجل يترك التجارة ويقبل على الصلاة يعني ورجل يشتغل بالتجارة أيهما أفضل قال التاجر الأمين .
وترك دنانير فقال اللهم إنك تعلم أني لم أجمعها إلا لأصون بها ديني وحسبي ، لا خير فيمن لا يجمع المال فيقضي دينه ويصل رحمه ويكف به وجهه [ ص: 270 ] سعيد بن المسيب
وقال سفيان رحمه الله ليس من حبك الدنيا أن تطلب فيها ما يصلحك وقال إبراهيم النخعي إنما أهلك الناس فضول الكلام وفضول المال . وقيل رحمه الله فإن أطعم عياله حراما يكون ضيعة لهم قال شديدا قال لأحمد المروزي وقد أنكر أبو عبد الله على المتوكلين في ذلك إنكارا شديدا وقال في رواية عبد الله ينبغي للناس كلهم يتوكلون على الله عز وجل ولكن يعودون أنفسهم بالكسب فمن قال بخلاف هذا القول فهذا قول إنسان أحمق قال وسمعت أبي يقول : الاستغناء عن الناس بطلب العمل أعجب إلينا من الجلوس وانتظار ما في أيدي الناس .
وقال صالح سئل وأنا شاهد عن قوم لا يعملون ، ويقولون نحن متوكلون ، فقال هؤلاء مبتدعة قال المروزي قيل لأبي عبد الله إن كان يقول : هم مبتدعة فقال ابن عيينة أبو عبد الله هؤلاء قوم سوء يريدون تعطيل الدنيا .
وقال في رواية أبي الحارث إذا جلس الرجل ولم يحترف دعته نفسه إلى أن يأخذ ما في أيدي الناس فإذا شغل نفسه بالعمل والاكتساب ترك الطمع .
وقال المروذي قيل لأبي عبد الله أي شيء صدق المتوكل على الله عز وجل ؟ قال أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيئه بشيء فإذا كان كذلك كان الله يرزقه وكان متوكلا .
وقال المروذي ذكرت لأبي عبد الله التوكل فأجازه لمن استعمل فيه الصدق وقد روى الترمذي عن عن علي بن خشرم عن عيسى بن يونس عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن مرفوعا { أبي هريرة آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك } رواه يقول الله تعالى : يا ابن من حديث ابن ماجه عمران بن زائدة ورواه وهو حديث جيد قال أحمد الترمذي حسن غريب .
وروى أيضا وقال الترمذي حسن صحيح عن مرفوعا { عمر } . وعن لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا مرفوعا { زيد بن ثابت } إسناده جيد ورواه من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت [ ص: 271 ] الآخرة همه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة . وعن ابن ماجه مرفوعا { عمرو بن العاص آدم بكل واد شعبة فمن أتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله في أي واد أهلكه ومن توكل على الله كفاه الشعب } رواه إن لقلب ابن من رواية ابن ماجه ابن زريق العطار تفرد عنه الكوسج وباقيه جيد هذا المعنى بإسناد ضعيف من حديث ولابن ماجه ، وقد سبق في فصول العلم . ابن مسعود
وقال في كتاب بهجة المجالس قال صلى الله عليه وسلم ابن عبد البر رضي الله عنه { لعبد الله بن مسعود لا تكثر همك يا عبد الله وما يقدر يكون وما ترزق يأتيك } وقال غيره قال الأطباء في تدبير المشايخ وليحذروا الهم فإنه يصير الشباب شيوخا فما ظنك بالمشايخ .
قال ويروى ابن عبد البر رضي الله عنه وفيها نظر لعلي بن أبي طالب
لو أن في صخرة في البحر راسية صما ململمة ملس نواحيها رزقا لعبد براه الله لانفلقت
حتى تؤدي إليه كل ما فيها أو كان تحت طباق الأرض مطلبها
لسهل الله في المرقى مراقيها حتى تؤدي الذي في اللوح خط له
إن هي أتته وإلا سوف يأتيها
الحمد لله ليس الرزق بالطلب ولا العطايا على عقل ولا أدب
إن قدر الله شيئا أنت طالبه يوما وجدت إليه أقرب السبب
وإن أبى الله ما تهوى فلا طلب يجدي عليك ولو حاولت من كثب
وقد أقول لنفسي وهي ضيقة وقد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على ضيقة الأيام إن لها فتحا وما الصبر إلا عند ذي الأدب [ ص: 272 ]
سيفتح الله أبواب العطاء بما فيه لنفسك راحات من التعب
ولو يكون كلامي حين أنشده من اللجين لكان الصمت من ذهب
ولآخر :
إني لأعلم والأقدار غالبة أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنيني تطلبه ولو قعدت أتاني لا يعنيني
وقال آخر :
ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع يسقط لك الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها جنته ولكن كل شيء له سبب
وقال بكر بن حماد :
للناس حرص على الدنيا وقد فسدت فصفوها لك ممزوج بتكدير
فمن يكب عليها لا تساعده وعاجز نال دنياه بتقصير
لم يدركوها بعقل عندما قسمت وإنما أدركوها بالمقادير
لو كان عن قدرة أو عن مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير
ولشريح بن يونس المحدث
يا طالب الرزق يسعى وهو مجتهد أتعبت نفسك حتى شفك التعب
تسعى لرزق كفاك الله مؤنته أقصر فرزقك لا يأتي به الطلب
كم من سخيف ضعيف العقل تعرفه له الولاية والأرزاق والذهب
ومن حصيف له عقل ومعرفة بادي الخصاصة لم يعرف له نسب
فاسترزق الله مما في خزائنه فالله يرزق لا عقل ولا حسب
وقال آخر :
كم من قوي قوي في تقلبه مهذب الرأي عنه الرزق منحرف
ومن ضعيف ضعيف الرأي تبصره كأنه من خليج البحر يغترف
يا راكب الهول والآفات والهلكه لا تعجلن فليس الرزق بالحركه
من غير ربك في السبع العلى ملك ومن أدار على أرجائها فلكه
أما ترى البحر والصياد تضربه أمواجه ونجوم الليل مشتبكه
يجر أذياله والموج يلطمه وعقله بين في كلكل الشبكه
حتى إذا راح مسرورا بها فرحا والحوت قد شك منقود الردى حنكه
أتى إليك برزق ما به تعب فصرت تملك منه مثل ما ملكه
لطفا من الله يعطى ذا بحيلته هذا يصيد وهذا يأكل السمكه
وقال بعض الحكماء : الحلال يقطر قطرا ، والحرام يسيل سيلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { } متفق عليه قال اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد أكثم بن صيفي جدك لا كدك .
وقال : أبو الأسود الدؤلي
المرء يحمد سعيه من جده حتى يزين بالذي لم يعمل
وترى الشقي إذا تكامل عيبه يرمى ويقذف بالذي لم يفعل
وقال حسان أو ابنه عبد الرحمن :
وإن امرأ يمسي ويصبح سالما من الناس إلا ما جنى لسعيد
وإن الذي ينجو من النار بعدما تزود من أعمالها لسعيد
ولصالح بن عبد القدوس :
وليس رزق الفتى من حسن حيلته لكن جدود بأرزاق وأقسام
كالصيد يحرمه الرامي المجيد وقد يرمي فيرزقه من ليس بالرامي
فلا تطمعن في مال جار لقربه فكل قريب لا ينال بعيد
وفوض إلى الله الأمور فإنما تروح بأرزاق عليك جدود
ولا تشعرن النفس يأسا فإنما يعيش بجد عاجز وبليد
وأنشد محمد بن نصر الكاتب لنفسه :
لا تشرهن إلى دنيا تملكها قوم كثير بلا عقل ولا أدب
ولا تقل إنني أبصرت ما جهلوا من الإدارة في مرأى ومنقلب
بالجد والجد قد نالوا الذي ملكوا لا بالعقول ولا بالعلم والحسب
وأيسر الجد يجري كل ممتنع على التمكن عند البغي والطلب
وإن تأملت أحوال الذين مضوا رأيت من ذا وهذا أعجب العجب
وفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { مسلم } وقد سبق بعد آداب السفر . السفر قطعة من العذاب فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل الرجوع إلى أهله
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن عبد البر } وقد روي عن سافروا تصحوا وتغنموا رضي الله عنه ومنهم من يرفعه أنه قال من سعادة ابن علي بن أبي طالب آدم أو من سعادة المرء أن تكون زوجته صالحة ، وأولاده أبرارا وإخوانه صالحين ورزقه في بلده الذي فيه أهله وفي التوراة ابن آدم أحدث سفرا أحدث لك رزقا .
ومن أمثال العامة : البركات مع الحركات وقالوا : ربما أسفر السفر عن الظفر .
قال بعضهم :
وإذا الزمان كساك حلة معدم فالبس له حلل النوى وتغرب
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
إن الغريب بأرض لا عشير له كبائع الريح لا يعطى به ثمنا
تغربت عن أهلي أؤمل ثروة فلم أعط آمالي وطال التغرب
فما للفتى المحتال في الرزق حيلة ولا لحدود حدها الله مذهب
لقرب الدار في الإقتار خير من العيش الموسع في اغتراب
إن الغريب وإن أقام ببلدة يهدى إليه خراجها لغريب
غريب يقاسي الهم في أرض غربة فيا رب قرب دار كل غريب
إن الغريب وإن ألم ببلدة كتبت أنامله على الحيطان
فتراه يكتب والغرام يسوقه والشوق قائده إلى الأوطان
وقال آخر :
سل الله الأمان من المغيب فكم قد رد مثلك من غريب
وسل الهم عنك بحسن الظن ولا تيأس من الفرج القريب
حتى متى أنا في حط وترحال وطول سعي وإدبار وإقبال
ونازح الدار لا ينفك مغتربا عن الأحبة لا يدرون ما حالي [ ص: 276 ]
في مشرق الأرض طرا ثم مغربها لا يخطر الموت من حرص على بالي
ولو قعدت أتاني الرزق في دعة إن القنوع الغنى لا كثرة المال
وأنزلني طول النوى دار غربة إذا شئت لاقيت امرأ لا أشاكله
وقال شريك بن عبد الله كان يقال أنجى الناس من البلايا والفتن من انتقل من بلد إلى بلد .
وقال يعقوب سمعت وسئل عن التوكل فقال هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ، فقيل له ما الحجة قال أحمد إبراهيم لما وضع في المنجنيق ثم طرح إلى النار فاعترضه جبريل عليهما السلام فقال يا إبراهيم لك حاجة قال أما إليك فلا ، فقال له سل من لك إليه حاجة ، فقال أحب الأمرين إليه أحبهما إلي ومراده والله أعلم أن هذا وإن قدح في التوكل الكامل فلا يقدح في التوكل الواجب ولهذا قال في رواية عبد الله السابقة : الاستغناء عن الناس بطلب العمل أعجب إلينا من الجلوس وانتظار ما في أيدي الناس ، ولهذا يذكر الأصحاب كراهة الحج لمن حج بلا زاد ولا راحلة يسأل الناس . وذكروا قول الإمام وسئل عمن يدخل البادية بلا زاد ولا راحلة فقال لا أحب له ذلك هذا يتوكل على أزواد الناس . أحمد
وظهر مما سبق أن من توكل توكلا صادقا فلم تستشرف نفسه إلى مخلوق وترك السبب واثقا بوعد الله أنه خلاف السنة وهل يأثم ؟ على روايتين ، والله أعلم .
وسبق في الفصل قبله كلام القاضي [ ص: 277 ] وقال ابن الجوزي قيل : ما تقول في رجل جلس في بيته أو مسجده وقال : لا أعمل شيئا حتى يأتي رزقي ؟ فقال لأحمد هذا رجل جهل العلم أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم { أحمد } وقال حين ذكر الطير { إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي } وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخلهم ، والقدوة بهم وقال تغدو خماصا وتروح بطانا رحمه الله ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يتعب لك ولكن ابدأ برغيفك فاحرزهما ثم تعبد . أبو سليمان الداراني
وروي أن لقمان الحكيم عليه السلام قال لابنه يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال : رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته ، وأعظم من ذلك استخفاف الناس به ، وسئل الإمام ما يلين القلب ؟ فقال أكل الحلال ، فسأل السائل أحمد بشر بن الحارث وعبد الوهاب الوراق رحمهما الله فقالا يذكر الله ، فذكر لهما فقالا جاء بالأصل . أحمد
وقال الحنبلي الإمام في كتابه شرح السنة في أثناء كلامه ولا تقل أترك المكاسب وآخذ ما أعطوني لم يقل هذا الصحابة ولا العلماء رضي الله عنهم إلى زماننا هذا وقال الحسن بن علي أبو محمد البربهاري رضي الله عنه كسب فيه بعض الدنية خير من الحاجة إلى الناس انتهى كلامه . عمر
قال المروزي سألت أبا عبد الله عن شيء قال لا تبحث عما لا تعلم فهو خير .
وروى عن الخلال سفيان أنه قال أما بيع في السوق فهو موسع لك إلا أن تعلم شيئا حراما بعينه ، ولا أرى التفتيش عن هذه الأشياء وروى الترمذي وحسنه وإسناده ثقات عن الحسن عن مرفوعا { أبي سعيد } قال التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ابن المديني الحسن لم يسمع من وكذا قال أبي سعيد أبو بكر البزار روى عنه حديثين أو ثلاثة ولم يسمع منه .
وروى أبو بكر بن مردويه
عن مرفوعا { ابن عمر } وروى إن الله يحب العبد المؤمن المحترف في كتاب إصلاح المال عن ابن أبي الدنيا مرفوعا { ابن عباس طلب الحلال جهاد وإن الله يحب العبد المؤمن المحترف } . وبإسناده عن [ ص: 278 ] قال { أنس ذكر شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم بزهد وورع فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كانت له حرفة } وبإسناده عن الحسن قالوا يا رسول الله { أي الأعمال أحب إلى الله قال كسب الحلال وأن تموت ولسانك رطب من ذكر الله } وبإسناده عن نعيم بن عبد الرحمن مرفوعا { تسعة أعشار الرزق في التجارة } . وبإسناده عن قال ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إلي من أن أموت بين شعبتي رحل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله . وبإسناده عن عمر يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم فقد وضح الطريق واستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالا على المسلمين وبإسناده عن عمر قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في سعيد بن المسيب بحر الروم .
وسبق الكلام في الزهد في الدنيا وذمها قبل فصل آداب المصافحة قال ابن الجوزي قد جاء في الحديث { من طلب العلم تكفل الله برزقه وإنما يذهب الدين الشره وقلة القناعة } .
وقال لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس قال الثوري ابن الجوزي وقد أخذ هذا المعنى الشاعر فنظمه :
لأن أمضي وأترك بعض مالي يحاسبني به رب البريه
أحب إلي من وقع احتياجي إلى نذل شحيح بالعطيه
وعن رضي الله عنه أنه قال سلمان الفارسي لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته رواه لأبي عثمان النهدي في فضل مسلم وهو عكس ما رأيته في التاريخ عن بعض الناس ورواه أم سلمة أبو بكر بن أبي عاصم عن سلمان مرفوعا وروى أيضا هذا المعنى عن أبي أمامة مرفوعا .
وروى في صحيحه حديث أبو بكر البرقاني سلمان مرفوعا ولفظه بعد قوله : يخرج منها فيها باض الشيطان وفرخ ولم يزد على ذلك .
وروى الترمذي ثنا ثنا هناد عن أبو الأحوص عن سماك عكرمة عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ابن عباس } قال لا تستقبلوا السوق [ ص: 279 ] ولا تحفلوا ولا ينفق بعضكم لبعض الترمذي حسن صحيح والمحفلة المصراة .
قال : لا ينفق بعضكم لبعض أي لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش فإنه بزيادته فيها يريب السامع فيكون قوله سببا لابتياعها ومنفقا لها . والسوق تذكر وتؤنث سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم . ابن الأثير