[ ص: 169 ] فصل ( في ) . قيام أهل الحديث الليل وخشوعهم
بات عند الإمام رجل فوضع عنده ماء قال الرجل : فلم أقم بالليل ولم استعمل الماء ، فلما أصبحت قال لي : لم لا تستعمل الماء ؟ فاستحييت وسكت فقال : سبحان الله سبحان الله ما سمعت بصاحب حديث لا يقوم بالليل . أحمد
وجرت هذه القصة معه لرجل آخر ، فقال له : أنا مسافر قال : وإن كنت مسافرا . حج فما نام إلا ساجدا . مسروق
قال الشيخ تقي الدين : فيه أنه يكره لأهل العلم ترك قيام الليل ، وإن كانوا مسافرين .
وقال : ينبغي لأصحاب الحديث أن ينزلوه بمنزلة الدراهم يعلمون من كل مائتين خمسة . بشر بن الحارث
وقال سفيان في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لم تعلموا حتى تعملوا بما قد علمتم .
وصح عن الحسن قال : كان الرجل يسمع الباب من أبواب العلم فيعلمه فيعمل به ، فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها ، لو كانت له فوضعها في الآخرة .
وقال أبو جعفر أحمد بن بديل : لقد رأيتنا ونحن نكتب الحديث فما يسمع إلا صوت قلم أو باك .
وقال عبد الله كان أبي ، ساعة يصلي العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو .
وقال إبراهيم بن شماس : كنت أعرف وهو غلام وهو يحيي الليل . أحمد بن حنبل