إذا شئت أن تقلى فزر متواترا وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا
الكاتب : ولعلي بن أبي طالبإني رأيتك لي محبا ولي حين أغيب صبا
فهجرت لا لملالة حدثت ولا استحدثت ذنبا
إلا لقول نبينا زوروا على الأيام غبا
ولقوله من زار غبا منكم يزداد حبا
فضع الزيارة حيث لا يزري بنا كرم المزور ولا يعاب الزائر
وقال ولبعض أهل هذا العصر : ابن عبد البر
أزور خليلي ما بدا لي هشه وقابلني منه البشاشة والبشر
فإن لم يكن هش وبش تركته ولو كان في اللقيا الولاية والبشر
وحق الذي ينتاب داري زائرا طعام وبر قد تقدمه بشر
إذا مرضتم أتيناكم نزوركم وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ما لي مرضت فلم يعدني عائد منكم ويمرض كلبكم فأعود
عليك بإقلال الزيارة إنها تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا
فإني رأيت القطر يسأم دائما ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا
وقال : أبو تمام
وطول لقاء المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة على الناس أن ليست عليهم بسرمد
إن كان قد بعد اللقاء فودنا باق ونحن على النوى أحباب
كم قاطع للوصل يؤمن وده ومواصل بوداده من تاب
ولئن جفوتك في العيادة إنني لبقاء جسمك في الدعاء لجاهد
ولربما ترك العيادة مشفق وطوى على غل الضمير العائد
ذو الفضل لا يسلم من قدح وإن غدا أقوم من قدح
وفي نوادر ابن الصيرفي الحنبلي أنشدوا :
لا تضجرن عليلا في مساءلة إن العيادة يوما بين يومين
بل سله عن حاله وادع الإله له واجلس بقدر فواق بين حلبين
من زار غبا أخا دامت مودته وكان ذاك صلاحا للخليلين
وروى عن الخطابي رضي الله عنه قال إذا كثر الأخلاء كثر الغرماء . عمرو بن العاص
وعن سفيان قال كثرة أصدقاء المرء من سخافة دينه قال يريد أنه ما لم يداهنهم ولم يجابهم لم يكثروا ; لأن الكثرة إنما هي في أهل الريبة ، إذا كان الرجل من أهل الدين لم يصحب إلا الأبرار والأتقياء وفيهم قلة وعن الخطابي أنه كان يشهد الجنائز ، ويعود المرضى ويعطي الإخوان حقوقهم فترك واحدا واحدا واحدا حتى تركها كلها وكان يقول لا يتهيأ للمرء أن يخبر بكل عذر . مالك
وعن قال لا تعد إلا من يعودك ولا تشهد جنازة من لا يشهد جنازتك ، ولا تؤد حق من لا يؤدي حقك فإن عدلت عن ذلك فأبشر بالجور قال ابن وهب يراد به التأديب والتقويم دون المكافأة ، والمجازاة وبعض هذا مما يراض به بعض الناس وقد روي فيما يشبه هذا المعنى حديث مرفوع ، ثم روي بإسناده عن الخطابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { سهل بن سعد لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له } روى ذلك كله في كتاب العزلة وغيره وفيه أيضا عن الخطابي قال رضى الناس غاية لا تدرك ليس إلى السلام من الناس سبيل فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه وعنه أيضا رحمه الله قال : أصل كل عداوة الصنيعة إلى الأنذال . الشافعي