وعن رضي الله عنهما { أسماء بنت أبي بكر } رواه أن امرأة قالت يا رسول [ ص: 18 ] الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني قال المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم .
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا { } له طرق إلى ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له بهز وهو ثابت إليه وبهز حديثه حسن رواه أبو داود ، والنسائي والترمذي وحسنه حديث ولأحمد مكحول عن ولم يسمع منه . قال أبي هريرة وغيره مرفوعا { البخاري } لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح ويترك المراء وإن كان صادقا
المراء في اللغة يقال : مارى يماري مماراة ومراء ، أي : جادل . وتفسير المراء في اللغة استخراج غضب المجادل من قولهم : مريت الشاة إذا استخرجت لبنها . الجدال
وعن السائب بن أبي السائب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم { } رواه كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك لا تداريني ، ولا تماريني أبو داود ولفظه : { وابن ماجه } . وتداريني من المداراة بلا همز وروي بالهمز والأول أشهر . كنت شريكي فنعم الشريك
وقال لقمان لابنه يا بني : لا تمارين حكيما ، ولا تجادلن لجوجا ، ولا تعاشرن ظلوما ، ولا تصاحبن متهما .
وقال أيضا يا بني من قصر في الخصومة خصم ، ومن بالغ فيها أثم ، فقل الحق ولو على نفسك فلا تبال من غضب . وقال : كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما ، وكفى بك آثما أن لا تزال مماريا . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مثله . ابن مسعود
وقال : ما ماريت أخي أبدا ; لأني إن ماريته إما أن أكذبه ، وإما أن أغضبه . عبد الرحمن بن أبي ليلى
وقال محمد بن علي بن الحسين : الخصومة تمحق الدين وتثبت الشحناء في صدور الرجال . يقال : لا تمار حكيما ولا سفيها ، فإن الحكيم يغلبك ، والسفيه يؤذيك قال : سمعت أعرابيا يقول : من لاحى الرجال وماراهم قلت كرامته ، ومن أكثر من شيء عرف به . الأصمعي
وقال ( الإمام الذي كان يصلي في اليوم والليلة ألف [ ص: 19 ] ركعة ومحله بلال بن سعد بالشام كالحسن البصري بالبصرة ) قال : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا فقد تمت خسارته . وقد روي عن سفيان بن أسيد ويقال أسد مرفوعا { } رواه كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب في الأدب البخاري وأبو داود من رواية عن بقية ضبارة الحضرمي عن أبيه مختلف فيه وهو مدلس وبقية وأبو ضبارة تفرد عنه ابنه ترجم عليه أبو داود ( باب في المعاريض ) مثله من حديث ولأحمد النواس بن سمعان من رواية عمرو بن هارون وهو ضعيف ، وثم المراد بها الكذب ، أو التعريض من ظالم أو الكراهة والله أعلم .
وذكر الخبر الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم { ابن عبد البر } . لما أسري بي كان أول ما أمرني به ربي عز وجل قال إياك وعبادة الأوثان ، وشرب الخمور وملاحاة الرجال
وقال يوصي ابنه مسعر بن كدام كداما شعرا :
إني منحتك يا كدام وصيتي فاسمع لقول أب عليك شفيق أما المزاحة والمراء فدعهما
خلقان لا أرضاهما لصديق إني بلوتهما فلم أحمدهما
لمجاور جار ولا لرفيق والجهل يزري بالفتى وعمومه
وعروقه في الناس أي عروق
وقال أبو العباس الرياشي :
وإذا بليت بجاهل متجاهل يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما كان السكوت عن الجواب جوابا
ويأتي بالقرب من نصف الكتاب ما يتعلق بهذا ، وتحريم الكبر والفخر والعجب .