قال في كتاب بهجة المجالس قال يقول الله عز وجل { ابن عبد البر ابن آدم ما أنصفتني ، أتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ، خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد } .
وقال جعفر بن محمد من نقله الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال ، وآنسه بلا أنس ، وأعزه بلا عشيرة . أخذه فقال : محمود الوراق
هذا الدليل لمن أراد غنى يدوم بغير مال وأراد عزا لم توطده
العشائر بالقتال ومهابة من غير سلطان
وجاها في الرجال فليعتصم بدخوله
في عز طاعة ذي الجلال وخروجه من ذلة العاصي
له في كل حال
وقالت هند : الطاعة مقرونة بالمحبة . فالمطيع محبوب وإن نأت داره ، وقلت آثاره ، والمعصية مقرونة بالبغضة ، والعاصي ممقوت وإن مستك رحمته وأنا لك معروفه . كتب إلى أخ له : أفضل العبادة الإمساك عن المعصية ، والوقوف عند الشهوة ، وأقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة ، وحكي عن ابن السماك مثله وقال سفيان بن عيينة وينسب إلى محمود الوراق رحمة الله عليهما شعرا : [ ص: 154 ] الشافعي
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب يطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة منه وأنت لشكر ذاك مضيع
أراك امرأ ترجو من الله عفوه وأنت على ما لا يحب مقيم
فحتى متى تعصي ويعفو إلى متى تبارك ربي إنه لرحيم