الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عنه مرفوعا { خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره } رواه أحمد والترمذي وقال حسن غريب وابن حبان في صحيحه .

وروى أبو داود ثنا ابن بشار ثنا أبو عامر وأبو داود قالا ثنا زهير بن محمد حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل } إسناد جيد وموسى حديثه حسن .

ورواه الترمذي عن ابن بشار وقال حسن غريب ورواه أحمد

. قال الشاعر [ ص: 557 ]

وما صاحب الإنسان إلا كرقعة على ثوبه فليتخذ من يشاكله

ولأبي داود من حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ، ومثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه } .

وفي الصحيحين عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة } وعن سهل بن سعد مرفوعا { المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يؤلف } رواه أحمد وروى أيضا من حديث معاذ بإسناد ضعيف { يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة قيل يا رسول الله وكيف قال ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم إلى بعض . } وللبخاري من حديث عائشة { الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف } ولمسلم من حديث أبي هريرة { الناس معادن كمعادن الذهب والفضة إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة }

وذكر كما تقدم ولأحمد عن عائشة قالت { ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا ولا أعجبه أحد إلا ذو تقى } ، وعن أبي السليل واسمه ضريب عن أبي ذر ولم يدركه مرفوعا { إني لأعرف كلمة . وقال عثمان آية لو أخذ الناس بها كلهم لكفتهم قالوا يا رسول الله أية آية قال : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } } إسناده ثقات رواه ابن ماجه ، وللنسائي معناه .

قال الخطابي في حديث أبي سعيد إنما أراد به طعام الدعوة دون طعام الحاجة ألا تراه يقول : [ ص: 558 ] { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } .

ومعلوم أن أسراهم الكفار دون المؤمنين ودون الأتقياء ; لأن المؤاكلة توجب الألفة وتجمع القلوب لقوله صلى الله عليه وسلم { فتوخ أن يكون خلطاؤك ذوي الاختصاص بك أهل التقوى } وروى أحمد ثنا عفان ثنا حماد أنبأنا علي بن زيد عن الحسن حدثني رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه { ما تواد رجلان في الله عز وجل فيفرق بينهما إلا حدث يحدثه أحدهما والمحدث شر ، والمحدث شر والمحدث شر } إسناد جيد ولأحمد من حديث ابن عمر { ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما } .

التالي السابق


الخدمات العلمية