[ ص: 167 ] فصل ( في ) . آداب الطعام والشراب ومراعاة الصحة فيها
يكره ، أطلقه الأصحاب رحمهم الله لظاهر الخبر ، وحكمة ذلك تقتضي التسوية ولذلك سوى الشارع بين النفخ ، والتنفس فيه . نفخ الطعام والشراب
وقال الآمدي لا بأس بنفخ الطعام إذا كان حارا ويكره أكله حارا وسيأتي ذلك .
والتنفس في إنائهما في الصحيحين عن أنه عليه السلام { أبي قتادة } ، وعن نهى أن يتنفس في الإناء أن النبي صلى الله عليه وسلم { ابن عباس } . وعن نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم { أبي سعيد } رواهما نهى عن النفخ في الشراب فقال رجل القذاة أراها في الإناء ؟ فقال أهرقها قال فإني لا أروى من نفس واحد وقال فأبن القدح إذا عن فيك ، أحمد والترمذي وصححهما .
وروى أبو داود خبر وابن ماجه . ويكره أكله مما يلي غيره ، والطعام نوع واحد ذكر ابن عباس القاضي وغيرهما هذا القيد ومن وسط القصعة ، والصحفة وأعلاها وكذلك الكيل ذكره وابن عقيل . ابن عقيل
وروى أبو داود ثنا ثنا مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ابن عباس } إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها حسن الحديث اختلط قال عطاء ما سمع منه يحيى القطان شعبة وسفيان فصحيح إلا حديثين ورواه من حديث النسائي ورواه شعبة من حديث ابن ماجه ابن فضيل عن . ورواه عطاء الترمذي من حديث جرير عن وقال حسن صحيح إنما يعرف من حديث عطاء قال ورواه عطاء شعبة عن ، والثوري . عطاء
ورواه ولفظ بعضهم { أحمد } ويشهد لهذا الخبر ما روى البركة تنزل في وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه أبو داود حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عوف ثنا عبد الله بن بسر قال { } إسناد جيد ورواه كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال [ ص: 168 ] لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة يعني وقد ثرد فيها فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي ما هذه الجلسة قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جعلني عبدا شكورا ولم يجعلني جبارا عنيدا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها مختصرا . ابن ماجه
ويكره ، أكله متكئا أو مضطجعا إلا لضرورة ، وذكر والأكل والشرب بشماله ابن عبد البر أن الأكل بالشمال محرم لظاهر الأخبار . وابن حزم
وقال ابن أبي موسى وإذا أكلت أو شربت فواجب عليك أن تقول بسم الله وتتناول بيمينك قال الشيخ تقي الدين كلام ابن أبي موسى فيه ، والتناول باليمين فينبغي أن يقول يجب الاستنجاء باليسرى ومس الفرج بها دون اليمنى ربما لين النهي في كليهما . وجوب التسمية
وقد روى عن أحمد مرفوعا { عائشة } وظاهر كلامهم أنه لو جعل بيمينه خبزا وبشماله شيئا يأتدم به وجعل يأكل من هذا ومن هذه كما يفعله بعض الناس أنه منهي عنه كما هو ظاهر الخبر ; لأنه أكل بشماله ولما فيه من الشره وغيره لا سيما إذا كره أن لا يتناول لقمة حتى يبلع ما قبلها وقد سبق في آخر فصول الطب قول من أكل بشماله أكل معه الشيطان ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان أبي نعيم إن الرطب يؤكل بأشياء ليقل ضرره ، ثم روى حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم { أنس } . فهذا الخبر غريب في هذه المسألة وإن صح خص العموم به ومع ضعفه يعمل بالعموم ، وقد يقال المقام مقام استحباب وكراهة ، والخبر الضعيف يعمل به في ذلك وعلى كل حال فهو شيء يستأنس به في مثل هذا والله أعلم . وقد روى كان يأخذ الرطب بيمينه ، والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ هناد بن محمد النسفي وهو رواية للموضوعات الواهيات مع أن الإسناد لا يحتج بمثله عن قالت { عائشة } . [ ص: 169 ] رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل التمر بيمينه وبعض البطيخ بشماله
ويكره غير نخالة محضة نص عليه وقيل وملح ، كذا في الرعاية وجزم به صاحب النظم وقال غير واحد يكره غسل اليد بشيء من المطعوم ولا بأس بالنخالة . غسل يديه بمطعوم
قال في المغني واستدل على ذلك بحديث الملح ، والملح طعام ففي معناه ما أشبهه قال الخطابي الشيخ تقي الدين وهذا من يقتضي جواز غسلها بالمطعوم ، وهذا خلاف المشهور . أبي محمد
ويأتي كلامه على هذه المسألة بعد فصول : وعن عكراش بن ذؤيب التميمي رضي الله عنه عن { رضي الله عنها فقال : هل من طعام فأتينا بجفنة كثيرة الثريد ، والودك فأقبلنا نأكل منها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين يديه وجعلت أخبط في نواحيها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ، ثم قال يا أم سلمة عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد ، ثم أتينا بطبق فيه ألوان رطب أو تمر شك عبيد الله بن عكراش فجعلت آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق ، ثم قال يا عكراش كل من حيث شئت فإنه من غير لون واحد . ثم أتينا بماء فغسل رسول صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم مسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ، ثم قال يا عكراش هكذا الوضوء مما غيرت النار } رواه النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ بيده فانطلق به إلى منزل في الغيلانيات ثنا أبو بكر الشافعي ثنا إسماعيل القاضي أبو الهذيل العلاء بن الفضل المنقري حدثني عبد الله بن عكراش حدثني أبي فذكره ورواه من حديث ابن ماجه العلاء وكذلك الترمذي .
وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء وقد تفرد العلاء بهذا الحديث وقال فيه ينفرد بأشياء مناكير وقال ابن حبان في أبو حاتم الرازي عبيد الله بن عكراش شيخ مجهول وقال منكر الحديث . ابن حبان
وقال في هذا الحديث : لا يثبت . البخاري
والقول بحكم هذا الحديث قد سبق كلام وغيره وهو قول الشافعية وغيرهم ولم يذكره بعض أصحابنا فظاهره الأكل مما يليه واختاره القاضي أبو زكريا النووي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم { لعمر بن أبي سلمة } متفق عليه . يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما [ ص: 170 ] يليك
وحديث عكراش قد يعضده أنه عليه السلام جعل يتتبع الدباء وفيه نظر ; لأنه قد يكون تتبعه من حوالي جانبه أو أن العلة استقذار جليسه ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتبركون بآثاره ولم يفرق أصحابنا بين كونه وحده أو مع غيره ، وسيأتي كلام ابن حامد في مباسطة الإخوان على الطعام .