وتكره وذكر مصافحة الكافر أبو زكريا النووي مستحبة وأن الانحناء مكروه وأن تقبيل يد الرجل الصالح مستحب . معانقة القادم من السفر
وقال في شرح الهداية تستحب الشيخ وجيه الدين أبو المعالي قال وإكرام العلماء وأشراف القوم بالقيام سنة مستحبة قال ويكره أن يطمع في قيام الناس له لقوله صلى الله عليه وسلم { زيارة القادم ومعانقته والسلام عليه } وفي بعض ألفاظه " صفوفا " كذا قال وسبق في القيام ما ظاهره أو صريحه التحريم لهذا الخبر قال من أحب أن يتمثل الناس له فليتبوأ مقعده من النار وهذا محمول على ما يفعله الملوك من استدامة قيام الناس لهم ; لأنه يراوح بين رجليه كما تقف الدابة على ثلاث وتريح واحدة قال : فأما تقبيل يد العالم والكريم لرفده والسيد لسلطانه فجائز ، فأما إن قبل يده لغناه فقد روي من تواضع لغني لغناه فقد ذهب ثلثا دينه وقال التحية بانحناء الظهر جائز وقيل هو سجود الملائكة أبو المعالي لآدم ، وقيل السجود حقيقة . ولما قدم ابن عمر الشام حياه أهل الذمة كذلك فلم ينههم وقال هذا تعظيم للمسلمين انتهى كلامه وفي بعضه نظر .
وأما فلا يجوز كما دلت عليه الأخبار المشهورة . السجود إكراما وإعظاما
وأما فقال صاحب النظم : يكره كراهة شديدة ; لأنه يشبه السجود لكنه ليس بسجود لأن السجود الشرعي وضع الجبهة بالأرض على طهارة لله تعالى وحده إلى جهة مخصوصة ، وهذا إنما يصيب [ ص: 261 ] الأرض منه فمه وذلك لا يجزئ في السجود انتهى كلامه وهذا لا يفعل غالبا إلا للدنيا ، وقد ذكر صاحب النظم أنه يكره الانحناء مسلما وذكر تقبيل الأرض أبو بكر بن الأنباري الحنبلي المشهور في قوله تعالى : { وخروا له سجدا } .
أنهم سجدوا ليوسف إكراما وتحية ، وأنه { } ذكره كان يحيي بعضهم بعضا بذلك وبالانحناء فحظره رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الخبر الآتي أينحني له قال : لا ابن الجوزي ولم يخالفه فدل على الموافقة فهذه ثلاث أقوال .
وجزم في كتاب الهدي بتحريم السجود والانحناء والقيام على الرأس وهو جالس ، وفي عن مسلم قال : { جابر وأبو بكر يسمع الناس تكبيره فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا . فلما سلم قال : إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود ، فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم إن صلوا قياما فصلوا قياما وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا } ; فهذا نهي ، وظاهره التحريم لا سيما مذهب اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد أنه لا يجوز أن يصلي قائما خلف قاعد ، واحتجوا بهذا النهي . الإمام أحمد
وقال الحافظ تقي الدين بن الأخضر فيمن روى عن أحمد محمد بن أحمد بن المثنى أبو جعفر البزار قال : أتيت فجلست على بابه أنتظر خروجه فلما خرج قمت إليه فقال لي أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ابن حنبل } فقلت : إنما قمت إليك ، فاستحسن ذلك انتهى كلامه ، ومدلول هذا واضح فإن النهي دل على القيام له ، ومن قام إليه لم يتناوله النهي مع أن النهي لمن أحب ذلك وسبق الكلام في القيام ، وقد تقدم بعد فصول السلام ( فصل في ذكر القيام ) . من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار
ويكره تقبيل الفم ; لأنه قل أن يقع كرامة ، ونزع يده من يد من صافحه [ ص: 262 ] قبل نزعه هو ، إلا مع حياء أو مضرة التأخير ، ذكره في الفصول والرعاية وقال ولا ينزع يده حتى ينزع الآخر يده إذا كان هو المبتدئ قال الشيخ عبد القادر الشيخ تقي الدين الضابط أن من غلب على ظنه أن الآخر ينزع أمسك ، وإلا فلو استحب الإمساك لكل منهما أفضى إلى دوام المعاقدة ، لكن تقييد حسن أن النازع هو المبتدئ انتهى كلامه . عبد القادر
وقال أبو داود حدثنا ثنا أحمد بن منيع أبو قطن أنبأنا مبارك عن ثابت عن قال : { أنس } ما رأيت رجلا التقم أذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو ينحي رأسه وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده . مبارك هو ابن فضالة ثقة مدلس .
وقال أيضا باب ( في المعانقة ) ثم روى من رواية أيوب بن بشر بن كعب عن رجل من عنزة أنه قال : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيته قط إلا صافحني ، وبعث إلي يوما فلم أكن في أهلي فلما جئت أخبرت أنه أرسل إلي فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت تلك أجود وأجود هذا الرجل مجهول لأبي ذر وأيوب روى عنه جماعة .
وقال مجهول . ورواه ابن خراش . أحمد
وروى الترمذي وحسنه عن قال { أنس } ورواه قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقاه أخوه أو صديقه أينحني له قال : لا قال أفيلتزمه ويقبله قال : لا قال فيأخذ بيده ويصافحه قال نعم أحمد . وعن وابن ماجه عبد الله بن سلمة المرادي وحديثه حسن عن صفوان بن عسال قال { } رواه قال يهودي لصاحبه اذهب بنا إلى هذا النبي قال : فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات بينات فذكر الحديث إلى قوله : فقبلوا يده ورجله وقالا : نشهد إنك نبي أحمد والنسائي والترمذي . وغيرهم بأسانيد صحيحة وصححه الترمذي وقال أبو داود حدثنا ثنا محمد بن عيسى مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتني أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع كان في وفد عبد القيس [ ص: 263 ] قال { المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجليه قال : وانتظرنا المنذر الأشج حتى أتى من غيبته فلبس ثوبه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن فيك خلتين يحبهما الله تعالى : الحلم والأناة } الحديث لما جئنا أم أبان تفرد عنها مطر . وروي أيضا ثنا عمرو بن عون أنبأنا عن خالد حصين عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رجل من أسيد بن حضير الأنصار قال : { } . إسناده ثقات ، ومات بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال : اصبرني . فقال : اصطبر قال : إن عليك قميصا وليس علي قميص ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه قال : إنما أردت هذا يا رسول الله أسيد ولعبد الرحمن نحو ثلاث سنين ترجم عليه أبو داود
باب ( في قبلة الجسد ) أي أقدني من نفسك قال استقد يقال صبر فلان من خصمه واصطبر أي اقتص منه ، وأصبره الحاكم أي قصه من خصمه .
وعن قالت : { عائشة زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فآتاه فقرع الباب فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله } رواه قدم الترمذي وحسنه . وعن رضي الله عنه قال { أبي هريرة الحسن بن علي فقال الأقرع بن حابس إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم } متفق عليه . قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن مرفوعا { البراء } رواه ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال غريب من حديث عن أبي إسحاق وهو من رواية البراء الأجلح عن وهو مختلف فيه . [ ص: 264 ] وعن أبي إسحاق مرفوعا { البراء } إسناده حسن رواه إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل واستغفرا غفر لهما أبو داود ، وفي الحديث الصحيح عن حميد عن قال { أنس اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة } رواه لما جاء أهل أبو داود وسأله أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم رواه قتادة . البخاري
وفي الموطأ عن عطاء الخراساني تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا تذهب الشحناء وقال قال ابن عبد البر أبو مجلز : المصافحة تجلب المودة ، وقد قال أبو الحسن الرازي فيما ألفه في ابتداء ولقيه الشافعي أخبرني مالك أبو رافع أسامة بن علي بن سعد بمصر ثنا قال : سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن الاعتناق في الحمام للغائب ، فقال : لا يجوز لا داخل ولا خارج قال وكان الشافعي يكره المصافحة فكيف الاعتناق وقال مالك اتفقوا أن مصافحة الرجل حلال . ابن حزم
وفي الصحيحين عن رضي الله عنه قال : { أبي هريرة بني قينقاع ثم انصرف حتى أتى خباء فقال : أثم لكع ؟ أثم لكع يعني حسنا فظننا أنه إنما تحبسه أمة لأن تغسله وتلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه فاطمة } قوله في طائفة : أي قطعة منه وقينقاع مثلث النون ، ولكع هنا الصغير ، والخباء بكسر الخاء والمد بيتها . خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق
والسخاب بكسر السين جمعه سخب القلادة من القرنفل والمسك والعود ونحوها من أخلاط الطيب يعمل على هيئة السبحة ويجعل قلادة للصبيان والجواري . وقيل هو خيط سمي سخابا لصوت خرزه عند حركته من السخب بفتح السين والخاء ويقال الصخب وهو اختلاط الأصوات . وفيه جواز من الزينة ، وتنظيفهم ولا سيما عند لقاء أهل الفضل ، وملاطفة الصبي والتواضع . لباس الصبيان القلائد [ ص: 265 ] والسخب
وكره معانقة القادم من سفر وقال بدعة ، واعتذر عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مالك بجعفر حين قدم بأنه خاص له ، فقال له سفيان ما تخصه بغير دليل فسكت قال مالك وسكوته دليل لتسليم قول القاضي عياض سفيان وموافقته وهو الصواب حتى يقوم دليل على التخصيص .