[ ص: 146 ] فصل ( في ) . صفات من يؤخذ عنهم الحديث والدين ومن لا يؤخذ عنهم
قال الصاغاني رأيت عند أحمد بن حنبل أبي سلمة الخزاعي وكنت قائما فقال يا أبو سلمة : أبا عبد الله ههنا ، فأبى حتى كتب المجلس ، وهو قائم .
وقال أبو النضر العجلي : سمعت أبا عبد الله يقول : بلغني أن سئل عن حديث ، فقال : أي شيء تسأل ؟ عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت قائم ؟ وقال حماد بن زيد سمعت حنبل أبا عبد الله يقول : إنما يحيا الناس بالمشايخ ، فإذا ذهب المشايخ فماذا بقي ؟
وقال الحافظ تقي الدين بن الأخضر في تسمية من روى عن قال أحمد سمعت البخاري : يقول : إنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش ؟ وصح عن أحمد بن حنبل قال : العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ؟ ذكره ابن سيرين في مقدمة مسلم عن مسلم عن أبي سعيد الأشج عن وكيع عن الأعمش عن المسيب بن رافع عامر بن عبدة قال قال عبد الله هو إن الشيطان ليتمثل في صورة فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب ، فيتفرقون ، فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث ابن مسعود : عامر تفرد عنه المسيب .
وروى في صحيحه عن مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { أبي هريرة } . سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم
وفي لفظ { } . يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم لا يضلونكم ولا يفتنونكم
وقال لرجل : اطلب هذا الأمر من عند أهله وقال مالك أيضا مالك إنك امرؤ ذو هيئة وكبر ، فانظر عمن تأخذ ؟ لسفيان بن عيينة :
وقال لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عمن سواهم ، لا يؤخذ عن [ ص: 147 ] معلن بالسفه ، ولا عمن جرب عليه الكذب ، ولا عن صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ، ولا عن شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به . مالك :
وقال أيضا : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين ممن يقول قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا عليه فما أخذت منهم شيئا ، لم يكونوا من أهل هذا الشأن ، ويقدم علينا مالك محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه .
وقال : كم من رجل صالح لو لم يحدث لكان خيرا له وقال أيضا : ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير ، قال يحيى بن القطان لأنهم اشتغلوا بالعبادة عن ضبط الحديث وإتقانه ، فأدخل عليهم الكذابون ما ليس من حديثهم ، ومنهم قوم توهموا أن في وضع الأحاديث في الترغيب والترهيب أجرا ، وجهلوا ما في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبير الإثم . البيهقي :
وروى عن الخلال مرفوعا { ابن عباس لا تأخذوا العلم إلا ممن تجيزون شهادته } وروى الحسن مرسلا وقال وابن سيرين دين الله أحق أن يطلب عليه العدول . بهز بن أسد :
وقال عن هشيم مغيرة عن إبراهيم النخعي قال : كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته ، وإلى صلاته ، وإلى حاله ، ثم يأخذون عنه .
وقال عن الوليد بن مسلم لا يؤخذ العلم إلا عمن شهد له بطلب العلم وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : ربيعة : من إخواننا من نرجو بركة دعائه ولو شهد عندنا على شهادة ما قبلنا . واشترط أن يكون حافظا إن حدث من حفظه ، حافظا لكتابه إن حدث من كتابه ، وروي عن الشافعي نحو هذا ، لئلا يدخل عليه ما ليس من حديثه . مالك
وقال الإمام يكتب الحديث عن الناس كلهم إلا عن ثلاثة : صاحب هوى يدعو إليه ، أو كذاب ، أو رجل يغلط في الحديث فيرد عليه [ ص: 148 ] فلا يقبل . أحمد :
وقال لا يؤخذ الحلال والحرام إلا عن الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان ، ولا بأس بما سوى ذلك من المشايخ وقال سفيان الثوري : سعيد بن عبد العزيز عن قال : كانوا يقولون لا تأخذوا العلم عن الصحفيين . سليمان بن موسى
وقال قال عبد الله بن المبارك : تكتب الآثار ممن كان عدلا في هواه إلا أبو حنيفة الشيعة ، فإن أصل عقيدتهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتى السلطان طائعا حتى انقادت العامة له ، فذاك لا ينبغي أن يكون من أئمة المسلمين وقال سمعت حرملة : يقول : ما في أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الشافعي الرافضة .
وقال عن شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال : لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن علمائهم وأمنائهم ، فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا . عبد الله بن مسعود
وقال ابن طاهر المقدسي : سمعت أبا محمد السمرقندي الحافظ الحسن بن أحمد سمعت أبا العباس المستغفري الحافظ سمعت أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ يقول : إذا رأيت في إسناد حدثنا فلان الزاهد فاغسل يدك من ذلك الإسناد .