الوجه الثالث أن يقال: هذه المقدمة فيها نزاع مشهور بين العقلاء، ولعل أكثر الأمم من أهل الملل والفلاسفة ينازع فيها. وأما فلم يتنازع فيها أحد من العقلاء المعروفين. وجود علل ومعلولات لا نهاية لها،
فلو قدر أن تلك المقدمة المتنازع فيها صحيحة لكان تقدير المقدمة المجمع عليها بمقدمة متنازع فيها، خلاف ما ينبغي في التعليم والبيان والاستدلال، لا سيما وليست أوضح منها، ولا لها دليل يخصها، فإنه ربما ذكرت المقدمة المتنازع فيها، لاختصاصها بدليل أو وضوح ونحو ذلك، وأما بدون ذلك فهو خلاف الصواب في الاستدلال. [ ص: 195 ]