وهذا مما اعترف به النظار من جميع الطوائف: من المعتزلة والأشعرية والكرامية وغيرهم، كما قال في أول كتابه المصنف في القاضي عبد الجبار صلى الله عليه وسلم قال: (الحمد لله [ ص: 304 ] الذي من على عباده بإرسال رسله، وختمهم بسيدهم تثبيت نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وإنما يعرف الرسول من عرف المرسل، وقد حصل لك العلم به تبارك وتعالى بما في كتاب "المصباح" وغيره، وأجلها وأعظمها وأوضحها وأبينها ما في القرآن مما نبه الله عليه، وجعله في عقول العقلاء، فينبغي أن يراعيه، ويديم النظر فيه، ويواصل الفكر في آيات الله، ويعتبر بالنقل والاعتبار، تنال المعرفة) .
وكذلك قال في كتابه المشهور المعروف "باللمع" لما ذكر خلق الإنسان واستدل به على الخالق تعالى. كما قد حكينا كلامه، وذكرنا كلامه وكلام الأشعري عليه، وأن كلامه أجود، مع أنه جعل الإنسان مما يستدل على خلق جواهره بأنها لا تخلو من الحوادث بناء على أن الحدوث المشهود إنما هو حدوث الأعراض كالتأليف والتركيب، وهو المراد بالخلق، بناء على ثبوت الجوهر الفرد. القاضي أبي بكر
وهذا وإن كان ضعيفا، وأكثر علماء المسلمين ينازعون في هذا.