كما قال أبو الحسن في كتاب "الإشارة" له في "جامع الأصول" قال: "مسألة: قيل له: هذا سؤال ضعيف لا يسأل عنه من عرف حقائق الكلام؛ لأن القديم الأزلي لم يكن قديما بغير صفة، وإنما كان قديما بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه، فإثبات القديم قديما بصفاته يسقط المسألة عن قدم الصفات لإضافة الصفة إلى الموصوف، فكل صفة للقديم في نفسه لم يزل بها، ألا ترى أن المحدث جميعه محدث؟ فإذا سألت عنه مفرقا مبعضا، كانت كل طائفة منه محدثة، وكل شيء منه محدث، لأنه كله محدث بكماله. أو لا ترى أن الإنسان محدث بجميع جوارحه وآلته؟ فيقال: هو محدث عند المسألة عنه في الجملة، ويقال: يده محدثة عند المسألة عنها في التفسير، ولا يقال: إن الإنسان ويده محدثان، ولا إن الإنسان ورأسه محدثان، فكذلك أيضا يقال: القديم بجميع صفاته قديم، وكل شيء من القديم فهو قديم غير محدث. إن سأل سائل، فقال: هل يقال: إن الصفات قديمة؟