قال الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون] بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه؟ وكم من ضال تائه قد هدوه؟ فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل [ ص: 165 ] الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتنة المضلين". الإمام أحمد:
فالمتشابه من الكلام يتكلمون به ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم: هو وأنه ليس فوق السماوات رب، ولا على العرش إله، ولا هو مباين لمخلوقاته ولا منفصل عنهم. كقولهم: "مقدس عن الكم، والكيف، والأين، والوضع" ومن مقصودهم بذلك أنه لا علم له ولا قدرة، ولا رحمة، ولا غير ذلك من الصفات،
وكذلك قولهم: "ليس بداخل العالم ولا خارجه" وأمثال هذه العبارات السالبة.