وللملاحدة الفلاسفة سؤال مشهور على قول القائل: إما أن يكون حيا أو ميتا، أو عالما أو جاهلا، وقادرا أو عاجزا، وسميعا بصيرا أو أعمى وأصم، فإن هذين متقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب.
والفرق بينهما أن الأول سلب الشيء عما من شأنه أن يكون متصفا به، كسلب الحياة والسمع والبصر والعلم عن الحيوان، فإنه قابل لذلك، فإذا سلب عنه لزم أن يكون ميتا أعمى أصم جاهلا، وأما الجماد فإنه لا يقبل الاتصاف بذلك، فلا يقال فيه: حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا سميع بصير، ولا أعمى أصم.