يقولون: إن الجسم الممكن قد يكون قديما أزليا أبديا تحله الحوادث والأعراض، وأن الجسم الممكن لا ينفك من الحوادث، وليس هو عندهم بمحدث، وهو مركب كتركيب الأجسام، وهو عندهم قديم أزلي، فهذا عندهم لا ينافي القدم والأزلية، وإنما ينفون ذلك عن واجب الوجود بناء على أن إثبات الصفات تركيب، وواجب الوجود ليس بمركب. [ ص: 247 ] والمتفلسفة المشاءون الذين يثبتون ممكنا ليس بجسم ولا قائم بجسم،
والتركيب الذي يعنيه هؤلاء أعم من التركيب الذي يعنيه أولئك، فإن هؤلاء يزعمون أن هنا خمسة أنواع من التركيب يجب نفيها عن الواجب، فيقولون: ليس له حقيقة سوى الوجود المطلق، إذ لو كان له حقيقة سوى ذلك لكان مركبا من تلك الحقيقة.
والوجود يثبتونه وجودا مطلقا بشرط الإطلاق، أو بشرط النفي، أو لا بشرط، مع علم كل عاقل أن هذا لا يكون إلا في الأذهان لا في الأعيان، ويقولون: ليس له صفة ثبوتية: لا علم، ولا قدرة، إذ لو كان كذلك لكان مركبا من ذات وصفات.