[ ص: 142 ] والتركيب يقع عندهم - كما ذكره وغيره، وذكره ابن سينا عنهم في "تهافت الفلاسفة" وغيره - على خمسة أنواع: أحدها: تركب الموجود من الوجود والماهية. الغزالي
والثاني: تركب الحقيقة من الأمور العامة والخاصة: كالوجود العام، والوجوب الخاص.
والثالث: تركب الذات الموصوفة من الذات والصفات.
والرابع: تركب الذات القائمة بنفسها، المباينة لغيرها، المشار إليها: من الجواهر المنفردة، التي يقال إنها مركبة منها.
والخامس: تركبها من المادة والصورة، التي يقال إنها مركبة منها.
وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع، وبينا أنه يمتنع وجود موجود قائم بنفسه: سواء كان واجبا أو ممكنا بدون ثبوت هذه المعاني التي سموها تركيبا، وأن تسميتهم لذلك تركيبا غلط منهم.
وإن قالوا: هو اصطلاح اصطلحنا عليه، فلا ترتفع بسبب غلط الغالطين وأوضاعهم اللفظية، الحقائق الموجودة والمعاني العقلية. وأنه ليس في العقل ما يمنع ذلك، بل وأن العقل أثبت موجودا واجبا بنفسه غنيا عما سواه العقل يصدق السمع الدال على إثبات صفات الله تعالى ومباينته لمخلوقاته،