الوجه الثاني: أن يقال لهم: بل صدق الرسول يعلم بطرق متعددة لا تحتاج إلى هذا النفي، كما أقر بذلك جمهور النظار، حتى إن اعترف بها أكابر النظار من المسلمين وغير المسلمين، حتى إن مسألة حدوث العالم موسى بن ميمون صاحب دلالة الحائرين وهو في اليهود في المسلمين، يمزج الأقوال [ ص: 132 ] النبوية بالأقوال الفلسفية ويتأولها عليها، حتى كأبي حامد الغزالي الرازي وغيره من أعيان النظار اعترفوا بأن العلم بحدوث العالم لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل يمكن معرفة صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العالم بالسمع، فهؤلاء اعترفوا بإمكان كونها سمعية، فضلا عن وجوب كونها عقلية، فضلا عن كونها أصلا للسمع، فضلا عن كونها لا أصل للسمع سواها.
وأيضا فقد اعترف أئمة النظار بطرق متعددة لا يتوقف شيء منها على نفي الجسم ولا نفي الصفات.