والمعنى الثاني مثل أن يقال: إن كونه لم يزل متكلما بمشيئته أو فاعلا بمشيئته، بل لم يزل قادرا، هو ممتنع، وإنه يمتنع وجود حوادث لا أول لها، فهذا المعنى هو الذي يعنيه أهل الكلام من أن يقال: لم يزل الله لا يفعل شيئا ولا يتكلم بمشيئته، ثم حدثت الحوادث من غير سبب يقتضي ذلك، الجهمية [ ص: 126 ] والمعتزلة ومن اتبعهم بحدوث العالم، وقد يحكونه عن أهل الملل، وهو بهذا المعنى لا يوجد لا في القرآن ولا غيره من كتب الأنبياء، لا التوراة ولا غيرها، ولا في حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف هذا عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.