الوجه الثالث: أن يقال: فإن لم يكن مغايرا بطل هذا السؤال، ولم يكن هناك مجموع غير الآحاد الممكنة، وإن كان مغايرا لها فهو معلول لها، ومعلول الممكن أولى أن يكون ممكنا. المجموع إما أن يكون مغايرا لكل واحد واحد، وإما أن لا يكون.
وهذا معنى قول "إن الجملة إذا لم تقتض علة أصلا، (أي: لم تستلزم علة تكون موجبة للجملة)، كانت واجبة غير معلولة، وكيف يتأتى هذا وإنما تجب بآحادها". يقول: هي لم تجب بنفسها، وإنما وجبت بآحادها، وما وجب بغيره لم يكن واجبا بنفسه. ابن سينا: