الوجه الثاني: بأن يقال: والنسبة من أضعف [ ص: 181 ] الأعراض، وما كان مفتقرا إلى ممكن من الممكنات امتنع وجوبه بنفسه، فالمفتقر إلى كل واحد واحد من الممكنات أولى أن لا يكون واجبا بنفسه، فإذا كان الاجتماع واجبا بنفسه، وكل واحد من الممكنات ممكن بنفسه، ولا يوجد شيء مما هو ممكن بنفسه إلا بغيره، لم يوجد شيء من ذلك إلا بغيره، ويمتنع وجود الممكن بمجرد ممكن، فإن الممكن لا يوجد بنفسه، فلا يوجد به غيره بطريق الأولى، وهو معنى قولهم: المعلق بالممكن أولى أن يكون ممكنا. المجموع الذي هو هيئة اجتماعية نسبة وإضافة بين آحاد الممكنات، ليس هو جوهرا قائما بنفسه، فيمتنع أن تكون واجبة بنفسها، فإن العرض مفتقر إلى غيره،