قال (وقال آخرون: ابن عبد البر: آدم من الميثاق، قبل أن يخرجوا إلى الدنيا، يوم استخرج ذرية آدم من ظهره، فخاطبهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. فأقروا جميعا له بالربوبية عن معرفة منهم به، ثم أخرجهم من أصلاب آبائهم مخلوقين مطبوعين على تلك المعرفة وذلك الإقرار. [ ص: 438 ] معنى الفطرة المذكورة في المولودين ما أخذ الله من ذرية
قالوا: وليست تلك المعرفة بإيمان، ولا ذلك الإقرار بإيمان، ولكنه إقرار من الطبيعة للرب، فطرة ألزمها قلوبهم، ثم أرسل إليهم الرسل يدعوهم إلى الاعتراف له بالربوبية والخضوع، تصديقا بما جاءت به الرسل، فمنهم من أنكر وجحد بعد المعرفة وهو به عارف، لأنه لم يكن الله يدعو خلقه إلى الإيمان به وهو لم يعرفهم نفسه، لأنه كان حينئذ يكون قد كلفهم الإيمان بما لا يعرفون.
قالوا: وتصديق ذلك قول الله عز وجل: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [سورة لقمان:25]، وذكروا ما ذكره عن أصحابه) كما تقدم. السدي
وروى بإسناده في التفسير المعروف عن (عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، أبي العالية، عن في قول الله عز وجل: أبي بن كعب، وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم إلى قوله: أفتهلكنا بما فعل المبطلون [سورة الأعراف:172-173]. [ ص: 439 ]
قال: فجعلهم جميعا أرواحا، ثم صورهم، ثم استنطقهم فقال: ألست بربكم؟. قالوا: بلى شهدنا، أن يقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا. قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا، ولا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك.
قال: فإني أرسل إليكم رسلي، وأنزل عليكم كتبي، فلا تكذبوا رسلي، وصدقوا بوعدي، وإني سأنتقم ممن أشرك بي ولم يؤمن بي. قال: فأخذ عهدهم وميثاقهم، ورفع أباهم آدم، فرأى منهم الغني والفقير، وحسن الصورة، وغير ذلك، فقال: يا رب لو سويت بين عبادك؟ قال: أحببت أن أشكر.
قال: والأنبياء يومئذ بينهم مثل السرج.
وقال: وخصوا بميثاق آخر للرسالة أن يبلغوها.
قال: فهو قوله: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح [سورة الأحزاب:7].
قال: وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها) .
قال: (وذلك قوله: وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين [سورة الأعراف: 102].