وكذلك لفظ (التركيب) فإن ثبوت معاني لله تعالى ليس هو مما ينفيه الدليل، وكون تلك المعاني من لوازم ذاته، وأنه لا يكون إلا متصفا بها، ليس هو تركيبا ينفيه عقل ولا شرع، بل مثل هذا لا بد منه، كما قد بسط ذلك في مواضع كثيرة.
فهذا وأمثاله هي إذا عارضها عندهم ما هو عندهم [ ص: 328 ] عقلي، يوجب أن لا يستدل بشيء من كلام الله ورسوله، كما تقدم، فلا يبقى عندهم لا عقل ولا سمع. العقليات الفاسدة التي تطرق بها أهل الإلحاد، وكذلك ردهم للدلالة السمعية
وهذا الذي ذكرناه من أن هذا الأصل يوجب عدم الاستدلال بكلام الله ورسوله على المسائل العلمية، قد اعترف حذاقهم به، بل التزمه من التزمه من متأخري أهل الكلام كالرازي، كما التزمته الملاحدة الفلاسفة.
وأما المعتزلة فلا يقولون: الأدلة السمعية لا تفيد اليقين، بل يقولون: لا يحتج بالسمع على مسائل التوحيد والعدل، لأن ذلك – بزعمهم - يتوقف العلم بصدق الرسول عليه.
وكذلك متأخرو الأشعرية يجعلون القول في الصفات من الأصول العقلية. وأما وأئمة أصحابه فيحتج عليهم عندهم بالسمع كما يحتج بالعقل. الأشعري