ثم قال: وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا [سورة الأنعام: 115] ، فقرر أن ما أخبر الله به فهو صدق، وما أمر به فهو عدل.
وهذا يقرر أن ما في النصوص من الخبر فهو صدق علينا أن نصدق [ ص: 223 ] به، لا نعرض عنه ولا نعارضه، ومن دفعه فإنه لم يصدق به، وإن قال: أنا أصدق الرسول تصديقا مجملا، فإن نفس الخبر الذي أخبر به الرسول، وعارضه هو بعقله ودفعه، لم يصدق به تصديقا مفصلا، ولو أقر بلفظه مع إعراضه عن معناه الذي بينه الرسول، أو صرفه إلى معان لا يدل عليها مجري الخطاب بفنون التحريف، بل لم يردها الرسول، فهذا ليس بتصديق في الحقيقة، بل هو إلى التكذيب أقرب. ولو صدق الرجل الرسول تصديقا مجملا، ولم يصدقه تصديقا مفصلا، فيما علم أنه أخبر به، لم يكن مؤمنا له،