وبالجملة، فكل من أبغض شيئا من الكتاب والسنة ففيه من عداوة النبي بحسب ذلك، وكذلك من أحب ذلك ففيه من الولاية بحسب ذلك. [ ص: 220 ]
قال لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله. عبد الله بن مسعود:
وعدو الأنبياء هم شياطين الإنس والجن.
كما تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن. فقال: أو للإنس شياطين؟ فقال: نعم شر من شياطين الجن، وهؤلاء يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. لأبي ذر: قال النبي صلى الله عليه وسلم
والزخرف هو الكلام المزين، كما يزين الشيء بالزخرف، وهو المذهب، وذلك غرور لأنه يغر المستمع، والشبهات المعارضة لما جاءت به الرسل هي كلام مزخرف يغر المستمع.
ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، فهؤلاء المعارضون لما جاءت به الرسل تصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، كما رأيناه وجربناه.
ثم قال: أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا [سورة الأنعام: 114] وهذا يبين أن الحكم بين الناس هو الله تعالى بما أنزله من الكتاب المفصل. [ ص: 221 ]
كما قال تعالى في الآية الأخرى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [سورة الشورى: 10] .
وقال تعالى: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه [سورة البقرة: 213] .
وقال تعالى: وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا [سورة الأنعام: 114] جملة في موضع الحال.