وأيضا فجمعك بين هؤلاء الصفاتية وبين المجوس والنصارى، فيه من التحامل ما لا يخفى على منصف. [ ص: 43 ]
وقولك عن النصارى: إنهم ربما أومأوا إلى مذهب الكلابية، فيقال له: لو كان قول النصارى ليس فيه إلا إثبات أن الله حي بحياة عالم بعلم، لكان قولهم وقولك وقول الكلابية سواء. والنصارى لم يكفرهم الله بهذا، وإنما كفرهم الله بما ذكره عنهم في كتابه مما لا يقول به أحد من الصفاتية المسلمين. ويقولون: إن المتحد بالمسيح هو الابن، وهو الكلمة دون الأب، فهو مذهب متناقض كتناقض وقول النصارى فيه من التناقض والاضطراب ما يتبين لكل عاقل فساده، حيث يثبتون الابن صفة أقنوما، ويجعلونه مع ذلك إلها فاعلا، ويجعلون مع ذلك الإله واحدا، الفلاسفة، بل والمعتزلة متناقضون أيضا في نفي الصفات وإثباتها، كما تراه، وهذا كلام أفضل متأخريهم.