قال: الثنوية إلى إثبات قديمين لا يقوم أحدهما بذات الآخر: نور وظلمة. ونسبوا الخير كله إلى النور، ونسبوا الشر كله إلى [ ص: 38 ] الظلمة. وقالوا إنهما لم يزالا متباينين ثم امتزجا فحدث من امتزاجهما العالم. فكل خير في العالم فمن النور، وكل شر فيه فمن الظلمة، ولم يقل أحد بإثبات قديمين مثلين حكيمين، ونحن نفسد ذلك وإن لم يذهب إليه ذاهب، ومن "وذهبت المجوس من يقول بحدوث الشيطان وقدم الله تعالى، وأما وذهبوا بذلك إلى قريب من مذهب النصارى فإنها تقول: إن الله جوهر واحد: ثلاثة أقانيم، الكلابية، ونسخة أمانتهم - يعني النصارى - تدل على أنهم أثبتوا ذواتا فاعلة".
قال: "ونحن نفسد هذه المذاهب كلها ليصح ما ذهب إليه شيوخنا من أنه لا قديم إلا الله".