ونحن ننبه عليه هنا، فقوله: وإن لم يجب لم يجز أن يقال: هو ممتنع بذاته بعد ما فرض موجودا، بل إن قرن باعتبار ذاته شرط مثل شرط عدم علته صار ممتنعا، أو قرن شرط وجود علته صار واجبا. وأما إن لم يقرن بها شرط -لا حصول علة ولا عدمها- بقي له من ذاته الأمر الثالث، وهو الإمكان، فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي لا يجب ولا يمتنع، فكل موجود إما واجب الوجود بذاته، وإما ممكن الوجود بحسب ذاته". "كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته من غير التفات إلى غيره، فإما أن يكون بحيث يجب له الوجود في نفسه أو لا يكون، فإن وجب فهو الحق بذاته، الواجب وجوده من ذاته، وهو القيوم،