وقال في كتابه في أصول الدين: أبو عبد الله بن حامد "ومما يجب الإيمان به والتصديق أن الله متكلم، وأن كلامه قديم وأنه لم يزل متكلما في كل أوقاته موصوفا بذلك، وكلامه قديم غير محدث، كالعلم والقدرة".
قال: وقد يجيء على المذهب أن يكون الكلام صفة المتكلم، لم يزل موصوفا بذلك ومتكلما كما شاء وإذا شاء، ولا نقول: إنه [ ص: 76 ] ساكت في حال أو متكلم في حال، من حيث حدوث الكلام".
قال: "ولا خلاف عن أبي عبد الله أن الله كان متكلما قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات، وأن الله كان فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء، وإذا شاء أنزل كلامه، وإذا شاء لم ينزله".
قلت: قول ابن حامد: "ولا نقول إنه ساكت في حال أو متكلم في حال من حيث حدوث الكلام" يريد به أنا لا نقول: إن جنس كلامه حادث في ذاته، كما تقوله الكرامية من أنه كان ولا يتكلم ثم صار يتكلم بعد أن لم يكن متكلما في الأزل، ولا كان تكلمه ممكنا.