وقال في موضع آخر. عن حنبل قال: أحمد، "ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف به نفسه، قد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه، فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، فنعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه".
قال: "فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، وصفاته منه وله، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك، ولا تبلغه صفة الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول، وخلوه بعبده يوم القيامة، ووضعه كتفه عليه - هذا كله يدل على أن الله تبارك وتعالى يرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه: سميع، بصير، لم يزل متكلما عالما غفورا، عالم الغيب والشهادة، علام [ ص: 32 ] الغيوب.
فهذه صفات وصف الله بها نفسه، لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد، كما قال تعالى: ثم استوى على العرش [ سورة الأعراف: 45] كيف شاء، المشيئة إليه عز وجل، والاستطالة له، ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير، قول إبراهيم لأبيه، يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر [ سورة مريم: 42] فنثبت أن الله سميع بصير، صفاته منه، لا نتعدى القرآن والحديث، والخبر بضحك الله، ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، وبتثبيت القرآن، لا يصفه الواصفون، ولا يحده أحد، تعالى الله عما تقوله الجهمية والمشبهة.
قلت له: وهذا يحده، وهذا كلام سوء، وهذا محدود، والكلام في هذا لا أحبه. والمشبهة ما يقولون؟ قال: من قال بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، فقد شبه الله بخلقه،
وقال محمد بن مخلد: قال نحن نصف الله بما وصف نفسه، وبما وصفه به رسوله. أحمد:
[ ص: 33 ] وقال إن يوسف بن موسى: قيل له: ولا يشبه ربنا شيئا من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه؟ قال: نعم، ليس كمثله شيء". أبا عبد الله
فقول "إنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء وإذا شاء" وقوله: "هو على العرش كيف شاء وكما شاء" وقوله: "هو على العرش بلا حد كما قال: أحمد: ثم استوى على العرش كيف شاء، المشيئة إليه، والاستطاعة له، ليس كمثله شيء".
قلت: وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه سميع بصير شيء يبين أن نظره وتكليمه وعلوه على العرش واستواءه على العرش مما يتعلق بمشيئته واستطاعته.