فإن الله تعالى قال: وقول القائل: إن الشرع لم يصرح بإثبات الصفات من أبين الخطإ، ولا يحيطون بشيء من علمه [البقرة: 255].
وقال: أنزله بعلمه [النساء: 166].
وقال: فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله [هود: 14].
وقال: وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه [فاطر: 11]، [فصلت: 47] في موضعين.
وقال: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين [الذاريات: 58].
وقال: أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة [فصلت: 15].
وقال: والسماء بنيناها بأيد [الذاريات: 47].
وفي الحديث الصحيح: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك».
وقال تعالى عن الملائكة: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [غافر: 7]. [ ص: 231 ]
وقال: ورحمتي وسعت كل شيء [الأعراف: 156].
وقال: وسع كل شيء علما [طه: 98]، وقال: ولتصنع على عيني [طه: 39]، وأمثال ذلك في الكتاب والسنة كثير.
ومن المعلوم بالضرورة أن العلم ليس هو نفس العالم، والمضاف هنا ليس هو المضاف إليه، وأن أسماء الله الحسنى، مثل: العليم، والحي، والقدير، والرحيم، ونحو ذلك- هي، وإن كانت أسماء لله تدل على نفسه المقدسة، فليس ما دل عليه الحي من الحياة، هو ما دل عليه عليم من العلم، وما دل عليه قدير من القدرة، وما دل عليه رحيم من الرحمة.
فإن الأسماء التي تسميها النحاة: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المعدولة عنها كفعيل وغيره -هي أسماء مشتقة تتضمن المصادر، بخلاف: رجل، وفرس. فمن قال: إن هذه الأسماء الحسنى لا تدل على هذه المعاني، فهو مكابر للغة التي نزل بها القرآن،
ومن جعل العالم لا يدل على علم، والقادر لا يدل على القدرة، فهو بمنزلة من قال: المصلي لا يدل على الصلاة، والقائم لا يدل على القيام، والصائم لا يدل على الصيام، وأمثال ذلك.