ولهذا قال هؤلاء المقررون لكون المعرفة لا تحصل بمجرد العقل ما قاله عبد الوهاب بن أبي الفرج وغيره: (إنا نقول: مجمعا على رأي واحد في التوحيد، ولما وجدنا جماعة من العقلاء كفارا، مع صحة عقولهم ودقة نظرهم - دل على أن المعرفة لم تحصل بالعقل؛ لأن العقل حاسة من جملة الحواس. فالحواس لا تختلف في محسوساتها، ألا ترى أن ما يدرك بالنظر من أسود وأحمر وأخضر وأصفر، وحيوان، وحجر، لا يختلف أرباب النظر فيه؟ فدل على أن معرفة الله حصلت بمعنى غير العقل؛ لوجود الاختلاف في المعرفة، والاتفاق فيما طريقه العقل والحواس). إن المعرفة لو كانت بالعقل، لوجب أن يكون كل عاقل عارفا بالله تعالى،