[ ص: 401 ] 773 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقضى لبعض القراء على بعض مما يختلفون فيه في قراءتهم من لدني من التثقيل ، ومن التخفيف .
4895 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا ، عن الحجاج بن محمد ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أبي بن كعب موسى لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب العجاب ، ولكنه قال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ، مثقلة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه ، فقال ذات يوم : رحمة الله علينا وعلى .
[ ص: 402 ]
4896 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبو داود الحفري ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أبي بن كعب إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ، مثقلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ .
[ ص: 403 ]
4897 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا نعيم بن حماد أمية بن خالد ، عن ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أبي بن كعب قد بلغت من لدني عذرا بثقل النون سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : .
قال : وهذا مما لا نعلم لمن رواه فيه مخالفا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عليه ، فأما اختلاف القراء في ذلك .
وكما حدثنا ابن أبي عمران ، قال : حدثنا ، قال خلف بن هشام الأعمش من لدني مشدد ، حمزة كمثل ، أبو عمرو كمثل ، عاصم : لدني مكسورة النون ، وبجزم الدال ، ويشمها الضمة ، وبنصب اللام في السورة من لدنه مثلها ، ولنافع : من لدني مخففة .
وفيما أجازه لنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد القاسم بن [ ص: 404 ] سلام في كتابه في " القراءات " قال : وقوله قد بلغت من لدني عذرا ، كان نافع وغيره من أهل المدينة يقرؤونها بفتح اللام ، وتخفيف النون مع ضم الدال لدني ، وكذلك قرأها عاصم إلا أنه كان يشم اللام الضمة مع جزم الدال لدني .
وأما الأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي ، فإنهم كانوا يثقلون النون مع فتح اللام ، وضم الدال لدني .
قال أبو عبيد : وكذلك القراءة عندنا ، وهي اللغة العالية ، وإنما ثقلت النون ليسلم سكونها وهي من الأصل ساكنة ، كقولهم في " من وعن " ألا ترى أن النون منهما ساكنة في الأصل ، كقولك : من فلان ، وعنك ، فإذا أضفت إلى نفسك قلت : مني وعني ، فزدت نونا ثانية ليسلم السكون الذي كان فيها ، ولو قلت : مني وعني مخففتين ، لذهب السكون ، وصارت النون إلى الكسر ، فلهذا قالوا : مني وعني بالتشديد كذا لدني .
قال : ومما جاء ذكره في القرآن في نون الجماعة في ( لدن ) : أبو جعفر لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ، أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ، وحنانا من لدنا وزكاة .
وفي إجماعهم على ما ذكرنا ما قد دل على أن أولى القراءات فيما قد ذكرنا اختلافهم فيه ، ما كان يقرؤه الأعمش وحمزة وأبو عمرو على ما ذكرناه عنهم في ذلك ، لا سيما قد شد ذلك بما قد رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، مما يوافق ما قرؤوه عليه ، والله نسأله التوفيق .