[ ص: 217 ] 440 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
2785 - حدثنا ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثني عبد الله بن وهب ، عن مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ما زال .
2786 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية عباد بن موسى ، قال : حدثنا ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . عائشة
قال : فاتفق أبو جعفر مالك وإبراهيم بن طهمان في هذا الحديث على أنه ليس بين يحيى بن سعيد وبين في إسناده سواهما ، وخالفهما في ذلك الليث بن سعد وعلي بن مسهر ، فأدخلا في إسناده [ ص: 218 ] بين عمرة يحيى بن سعيد وبين عمرة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم .
2787 - كما حدثنا المطلب بن شعيب ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر ابن حزم ، عن عمرة رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . عائشة
2788 - وكما حدثنا الحسن بن غليب ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن [ ص: 219 ] عدي ، عن علي بن مسهر ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . عائشة
ووجدنا هذا الحديث قد رواه أيضا عن أبي بكر بن محمد : ابن الهاد .
2789 - كما حدثنا محمد بن خزيمة ، وفهد قالا : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن ابن الهاد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . عائشة
قال : ووجدنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند قد رواه أيضا عن أبي بكر .
2790 - كما حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا مكي بن إبراهيم عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن ، عن أبي بكر بن محمد قالت : حدثتني عمرة رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . عائشة
ووجدنا قد رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . زيد بن ثابت
[ ص: 220 ]
2791 - كما حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي يعقوب بن عبد الرحمن ، عن ، عن عمرو مولى المطلب ، عن المطلب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . زيد بن ثابت
ووجدناه قد روي عن مجاهد أيضا ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، اختلف عنه فيه من هو ؟
2792 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد إسماعيل بن عمر الواسطي ، قال : حدثنا بشير بن سلمان ، عن ، قال : مجاهد وعنده غنم له ، فكان يسقينا لبنا سخنا ، فسقانا يوما لبنا باردا ، فقلنا : ما شأن اللبن باردا ؟ قال : إني تنحيت عن الغنم ؛ لأن فيها الكلب ، وغلامه يسلخ شاة ، فقال : يا غلام ، إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فقال له رجل من القوم عرفه عبد الله بن عمرو مجاهد : كم تذكر اليهودي ، أصلحك الله ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى خشينا أو ربنا أنه سيورثه كنا نأتي .
[ ص: 221 ]
2793 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، قال : سمعت مجاهد يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر مثله . أبا هريرة
2794 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، قال : حدثني عيسى بن يونس ، عن أبي قال : حدثني مجاهد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبو هريرة جبريل صلى الله عليه وسلم يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ما زال .
[ ص: 222 ] وقد روي عن رضي الله عنه من طريق آخر . أبي هريرة
2795 - كما حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا شبابة ، عن شعبة داود بن فراهيج ( ح ) .
وكما حدثنا ، قال : حدثنا علي ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : سمعت شعبة داود بن فراهيج ، قال : سمعت يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . أبا هريرة
وقد روي هذا الحديث أيضا عن رجل من الأنصار لم يذكر اسمه .
2796 - كما قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، عن روح ، عن هشام ، عن حفصة ابنة سيرين ، عن أبي العالية رجل من الأنصار ، قال : جبريل صلى الله عليه وسلم ، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، ثم قال : أما إنك لو سلمت عليه لرد عليك خرجت من بيتي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه ، كل واحد منهما مقبل على صاحبه ، فظننت أن لهما حاجة ، فوالله لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام ، فلما انصرف ، قلت : يا نبي الله ، لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام ، قال : وقد رأيته ؟ قلت : نعم ، [ ص: 223 ] قال : وهل تدري من هذا ؟ قال : لا ، قال : ذاك .
فتأملنا هذا الحديث لنقف على المعنى الذي به ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل صلى الله عليه وسلم سيورث به الجار ، فوجدنا الناس قد كانوا في أول الإسلام يتوارثون بالتبني ، فكان من تبنى رجلا ورثه دون الناس ، كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ، وكما تبنى الأسود الزهري المقداد بن عمرو ، وكما تبنى أبو حذيفة سالما ، ثم رد الله عز وجل ذلك بقوله : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ، وبقوله عز وجل : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ، وكانوا يتوارثون أيضا بالحلف حتى رد الله ذلك بقوله : ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم [ ص: 224 ] .
فرد الله عز وجل بذلك أمورهم إلى خلاف المواريث من النصرة والرفدة والوصية ، وقد ذكرنا ذلك عن فيما تقدم منا من كتابنا هذا ، فاحتمل أن يكون كان ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي كان الميراث يكون بالتبني ، وبما ذكرنا سواه ، فكان الجار قد وكد من أمره مع الجار ما هو فوق ذلك ، أو الحلف أو مثلهما ، فلم ينكر أن يكون كما كان الميراث يكون مع واحد منهما أن يكون ما هو مثلهما أو بما هو فوقهما ، فكان ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك قد كان في موضعه ، ثم نسخ الله عز وجل ذلك بما قد نسخه به ، فعقلنا بذلك أنه لو كان ما كان من ابن عباس جبريل صلى الله عليه وسلم من ذلك كان في الحال الثانية لم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذلك الظن ، والله نسأله التوفيق .