[ ص: 294 ] 329 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : خير الناس مؤمن بين كريمين
2051 - حدثنا ، قال : حدثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد الزهري ، قال : أخبرني الزهري عبد الملك [بن أبي بكر] بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن ، قال : أخبرني أبيه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع بن لكع ، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين .
وما قد حدثنا إبراهيم بن أبي داود وهارون بن كامل قالا : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن عقيل ، قال : حدثني ابن شهاب عبد الملك بن أبي بكر أن أخبره أن أبا بكر بن عبد [ ص: 295 ] الرحمن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : .... ثم ذكر مثله ولم يرفعه .
فتأملنا هذا الحديث فوجدنا قوله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع ، لا اختلاف في تأويله عند العرب أنه العبد أو اللئيم .
وتأملنا قوله صلى الله عليه وسلم : وأفضل الناس مؤمن بين كريمين ، فأحسن ما حضرنا فيه أن يكون المراد به : مؤمن بين كريمين ، أي : مؤمن بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه ، فيكون له من الإيمان موضعه منه بإيمان نفسه ، وله موضعه منه بإيمان ابنه الذي كان دونه رفعه الله عز وجل إلى منزلته ليقر به عينه ، كمثل ما قد روينا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، ومما قد رفعه بعضهم عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما تقدم من كتابنا هذا : إن الله ليرفع ذرية المؤمن إلى منزلته وإن كانوا دونه في العمل وقرأ : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ويكون له موضعه أيضا بإيمان أبيه .
ومن ذلك ما قد رويناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مات الرجل فقد انقطع عمله إلا من ثلاثة من ولد صالح يدعو له ، أو من علم بثه ، أو من صدقة جارية ، ومن جمع هذه الثلاثة الأشياء فقد جمع ما عسى أن يكون قد اجتمع له به خير الدنيا [ ص: 296 ] والآخرة ، وإنما اخترنا في هذا تأويل الكرم أنه التقوى ؛ لأن الله عز وجل قد قال في كتابه : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال :
2052 - ما قد حدثنا ، قال أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم .
2053 - وما قد حدثنا أحمد بن أبي عمران ، قال : حدثنا أبو نصر التمار قالا : حدثنا وعاصم بن علي ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم .
[ ص: 297 ]
2054 - وما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا عاصم بن يوسف التميمي الكوفي ، قال : حدثنا حسن بن عياش ، عن ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال : أبي هريرة يوسف بن يعقوب ، نبي بن نبي بن نبي [بن] خليل الرحمن ، فقالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟ قالوا : نعم ، قال : خير الناس خيرهم في الإسلام إذا فقهوا سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس ، قال : أتقاهم . قالوا : يا رسول الله ليس عن هذا نسألك ، فقال : .
2055 - وما قد حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا ، قال : سمعت المعتمر بن سليمان ، ثم ذكر بإسناده نحوه . عبيد الله بن عمر
ومثل ذلك ما قد روي عن مما يعلم أنه لم يقله رأيا ، وإنما قاله لأخذه إياه عن من هو أعلى منه . عبد الله بن مسعود
[ ص: 298 ] كما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق أبي الأحوص ، أسماء بن خارجة ساب رجلا فقال : أنا ابن الأشياخ الكرام ، فقال : الأشياخ الكرام عبد الله يوسف بن يعقوب صفي الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله . أن
قال : فرد الله في كتابه ورسوله في سنته الكرم إلى التقوى ، وإلى المنازل الرفيعة من الله عز وجل ، لا إلى ما سوى ذلك ، فكان بذلك الأقوى في قلوبنا أن يكون قوله في الحديث الذي روينا على من كان من أهل تلك المنزلة ، والله أعلم بما أراد ورسوله صلى الله عليه وسلم بذلك ، وإياه نسأله التوفيق . أبو جعفر
[ ص: 299 ]