[ ص: 166 ] 564 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناقة التي لعنتها صاحبتها من قوله لها : خلي عنها ، فإنها ملعونة
3537 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة ، عن
أبي المهلب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=711363nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076_20072كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلعنت امرأة ناقتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا متاعكم عنها ; فإنها ملعونة . قال عمران : فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء .
[ ص: 167 ] فسأل سائل عن المعنى الذي أمرت به مالكة هذه الناقة بتخليتها للعنها إياها .
3538 - حدثنا
علي بن شيبة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=102483nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076_20072أن جارية بينا هي على بعير أو راحلة عليه بعض متاع القوم ، فأتت على جبل فتضايق بها الجبل ، فأتى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبصرته ، فجعلت تقول : حل ، اللهم العنه ، حل ، اللهم العنه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صاحب الجارية ؟ لا يصحبنا بعير أو راحلة عليها لعنة من الله ، أو كما قال .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن اللعن في
[ ص: 168 ] كلام العرب هو الطرد والإبعاد ، ومنه قول الله عز وجل : أولئك الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . فكان لعنة الله عز وجل إياهم طردهم عنه وإبعادهم منه .
كما حدثنا
ولاد النحوي ، قال : حدثنا
المصادري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة معمر بن المثنى :
nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076لعنهم الله . أي : أطردهم الله وأبعدهم ، يقال : ذئب لعين ; أي : مطرود . قال
شماخ بن ضرار :
ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين
فكان قولها ذلك - أعني لعنها الله - لناقتها ; أي : أطردها الله وأبعدها على وجه الدعاء منها عليها بذلك ، فيحتمل أن يكون ذلك وافق منها وقتا ينيل الله عز وجل فيه عطاءه ، فلما سألته تلك المرأة ذلك في ناقتها ، أجابها فيها ، فصارت به ملعونة ; أي : مطرودة مباعدة ، لا لمعنى من المعاني حل بالناقة من عقوبة لها ; إذ كانت لا ذنب لها
[ ص: 169 ] فيما كان من مالكتها فيها ، وعادت العقوبة في ذلك والذم عليه على المرأة التي كانت منها اللعنة ، فمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصحبه ناقة قد جعلها الله عز وجل مطرودة ، وكان في ذلك منع صاحبتها من الانتفاع بها في المستأنف لإجابة الله عز وجل إياها فيها بما دعته عليها ، ولما عادت مطرودة من الله عز وجل منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحبتها إياه ; لأن صحبتها إياه ضد للطرد الذي أحلها الله عز وجل به ، وأصارها إليه ، وقد دل على ما ذكرنا من اللعن أنه الدعاء .
3539 - ما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13529الحسين بن نصر البغدادي ،
وسعيد بن مروان الأزدي أبو عثمان ، قالا : حدثنا
مهدي بن جعفر ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل ، عن
أبي حزرة المدني يعقوب بن مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16293عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال : أتينا
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، فحدثنا قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=662336nindex.php?page=treesubj&link=19058_19076_19739_29310_32062سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بواط ، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني ، فكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة ، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له ، فركبه ، ثم بعثه ، فتلدن عليه بعض التلدن ، فقال : شأ ! لعنك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انزل عنه ، لا يصحبنا ملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ; فيوافق من الله عز وجل ساعة نيل ، فيها عطاء ، فيستجيب لكم .
[ ص: 170 ] [ ص: 171 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فرد ما في هذا الحديث إلى الدعاء ، فدل ذلك أن اللعن الذي كان من المرأة لناقتها في حديث
عمران كان دعاء منها عليها وافقت فيه ساعة ينال من الله عز وجل عطاءه لمن سأله فيها ، فأجابها في دعائها على ناقتها فيما دعت به عليها .
وفي حديث
جابر مثل ذلك في الرجل اللاعن بعيره ، وكانت الناقة في حديث
عمران ، والناضح في حديث
جابر ، بحالهما الذي كانا عليه قبل أن يكون من مالكيهما فيهما ما كان ; إذ لا ذنب لهما كان في ذلك ، وعادت العقوبة بما كان من مالكيهما على مالكيهما ، فحرما بذلك المنافع التي كانا يصلان إليها من الناقة ومن الناضح اللذين كانا لهما ، وعاد ذلك تخفيفا عن الناقة والناضح من الحمولة عليهما ، والركوب من مالكيهما إياهما ، والله نسأله التوفيق .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الباب مثل الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين فيه .
3540 - كما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15397أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان ، عن
أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=102484nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ; إذ لعن رجل منهم بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اللاعن بعيره ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله . قال : فأخره عنا ، فقد أوجبت .
[ ص: 172 ] فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعن بعيره المذكور فيه أنه قد أوجب ، فكان ذلك بمعنى أنه كان منه الدعاء الذي أجيب فيه ، فوجبت به اللعنة وهي الطرد في البعير الذي لعنه ، فعاد معنى هذا الحديث إلى معنى حديث
عمران ، وزاد عليه الإيجاب الذي دل عليه حديث
جابر الذي ذكرنا ، والله نسأله التوفيق .
[ ص: 166 ] 564 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاقَةِ الَّتِي لَعَنَتْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ قَوْلِهِ لَهَا : خَلِّي عَنْهَا ، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ
3537 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15627جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12341أَيُّوبَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12134أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ
أَبِي الْمُهَلَّبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=711363nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076_20072كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَتَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا مَتَاعَكُمْ عَنْهَا ; فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ . قَالَ عِمْرَانُ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا نَاقَةً وَرْقَاءَ .
[ ص: 167 ] فَسَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْمَعْنَى الَّذِي أُمِرَتْ بِهِ مَالِكَةُ هَذِهِ النَّاقَةِ بِتَخْلِيَتِهَا لِلَعْنِهَا إِيَّاهَا .
3538 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16043سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=88أَبِي بَرْزَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=102483nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076_20072أَنَّ جَارِيَةً بَيْنَا هِيَ عَلَى بَعِيرٍ أَوْ رَاحِلَةٍ عَلَيْهِ بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ ، فَأَتَتْ عَلَى جَبَلٍ فَتَضَايَقَ بِهَا الْجَبَلُ ، فَأَتَى عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْصَرَتْهُ ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ : حَلٍ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، حَلٍ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَاحِبُ الْجَارِيَةِ ؟ لَا يَصْحَبُنَا بَعِيرٌ أَوْ رَاحِلَةٌ عَلَيْهَا لَعْنَةٌ مِنَ اللهِ ، أَوْ كَمَا قَالَ .
فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّ اللَّعْنَ فِي
[ ص: 168 ] كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الطَّرْدُ وَالْإِبْعَادُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ . فَكَانَ لَعْنَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمْ طَرْدَهُمْ عَنْهُ وَإِبْعَادَهُمْ مِنْهُ .
كَمَا حَدَّثَنَا
وَلَّادٌ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمَصَادِرِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى :
nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076لَعَنَهُمُ اللهُ . أَيْ : أَطْرَدَهُمُ اللهُ وَأَبْعَدَهُمْ ، يُقَالُ : ذِئْبٌ لَعِينٌ ; أَيْ : مَطْرُودٌ . قَالَ
شَمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ :
ذَعَرْتُ بِهِ الْقَطَا وَنَفَيْتُ عَنْهُ مَقَامَ الذِّئْبِ كَالرَّجُلِ اللَّعِينِ
فَكَانَ قَوْلُهَا ذَلِكَ - أَعْنِي لَعَنَهَا اللهُ - لِنَاقَتِهَا ; أَيْ : أَطْرَدَهَا اللهُ وَأَبْعَدَهَا عَلَى وَجْهِ الدُّعَاءِ مِنْهَا عَلَيْهَا بِذَلِكَ ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَافَقَ مِنْهَا وَقْتًا يُنِيلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ عَطَاءَهُ ، فَلَمَّا سَأَلَتْهُ تِلْكَ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ فِي نَاقَتِهَا ، أَجَابَهَا فِيهَا ، فَصَارَتْ بِهِ مَلْعُونَةً ; أَيْ : مَطْرُودَةً مُبَاعَدَةً ، لَا لِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي حَلَّ بِالنَّاقَةِ مِنْ عُقُوبَةٍ لَهَا ; إِذْ كَانَتْ لَا ذَنْبَ لَهَا
[ ص: 169 ] فِيمَا كَانَ مِنْ مَالِكَتِهَا فِيهَا ، وَعَادَتِ الْعُقُوبَةُ فِي ذَلِكَ وَالذَّمُّ عَلَيْهِ عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ مِنْهَا اللَّعْنَةُ ، فَمَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصْحَبَهُ نَاقَةٌ قَدْ جَعَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَطْرُودَةً ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ مَنْعُ صَاحِبَتِهَا مِنْ الِانْتِفَاعِ بِهَا فِي الْمُسْتَأْنَفِ لِإِجَابَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهَا فِيهَا بِمَا دَعَتْهُ عَلَيْهَا ، وَلَمَّا عَادَتْ مَطْرُودَةً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صُحْبَتِهَا إِيَّاهُ ; لِأَنَّ صُحْبَتَهَا إِيَّاهُ ضِدٌّ لِلطَّرْدِ الَّذِي أَحَلَّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، وَأَصَارَهَا إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنَ اللَّعْنِ أَنَّهُ الدُّعَاءُ .
3539 - مَا قَدْ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13529الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ ،
وَسَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْأَزْدِيُّ أَبُو عُثْمَانَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15667حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
أَبِي حَزْرَةَ الْمَدَنِيِّ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16293عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : أَتَيْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، فَحَدَّثَنَا قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=662336nindex.php?page=treesubj&link=19058_19076_19739_29310_32062سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بُوَاطَ ، وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ ، فَكَانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ ، فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ ، فَرَكِبَهُ ، ثُمَّ بَعَثَهُ ، فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ ، فَقَالَ : شَأْ ! لَعَنَكَ اللهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ هَذَا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ ؟ قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : انْزِلْ عَنْهُ ، لَا يَصْحَبْنَا مَلْعُونٌ ، لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ; فَيُوَافِقَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاعَةَ نَيْلٍ ، فِيهَا عَطَاءٌ ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ .
[ ص: 170 ] [ ص: 171 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ : فَرَدَّ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى الدُّعَاءِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ اللَّعْنَ الَّذِي كَانَ مِنَ الْمَرْأَةِ لِنَاقَتِهَا فِي حَدِيثِ
عِمْرَانَ كَانَ دُعَاءً مِنْهَا عَلَيْهَا وَافَقَتْ فِيهِ سَاعَةً يَنَالُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَطَاءَهُ لِمَنْ سَأَلَهُ فِيهَا ، فَأَجَابَهَا فِي دُعَائِهَا عَلَى نَاقَتِهَا فِيمَا دَعَتْ بِهِ عَلَيْهَا .
وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الرَّجُلِ اللَّاعِنِ بَعِيرَهُ ، وَكَانَتِ النَّاقَةُ فِي حَدِيثِ
عِمْرَانَ ، وَالنَّاضِحُ فِي حَدِيثِ
جَابِرٍ ، بِحَالِهِمَا الَّذِي كَانَا عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَالِكَيْهِمَا فِيهِمَا مَا كَانَ ; إِذْ لَا ذَنْبَ لَهُمَا كَانَ فِي ذَلِكَ ، وَعَادَتِ الْعُقُوبَةُ بِمَا كَانَ مِنْ مَالِكَيْهِمَا عَلَى مَالِكَيْهِمَا ، فَحُرِمَا بِذَلِكَ الْمَنَافِعَ الَّتِي كَانَا يَصِلَانِ إِلَيْهَا مِنَ النَّاقَةِ وَمِنَ النَّاضِحِ اللَّذَيْنِ كَانَا لَهُمَا ، وَعَادَ ذَلِكَ تَخْفِيفًا عَنِ النَّاقَةِ وَالنَّاضِحِ مِنَ الْحُمُولَةِ عَلَيْهِمَا ، وَالرُّكُوبِ مِنْ مَالِكَيْهِمَا إِيَّاهُمَا ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْبَابِ مِثْلُ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِيهِ .
3540 - كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15397أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16818قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=17000ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=102484nindex.php?page=treesubj&link=19057_19076بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ; إِذْ لَعَنَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعِيرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : فَأَخِّرْهُ عَنَّا ، فَقَدْ أَوْجَبَتْ .
[ ص: 172 ] فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِخْبَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعِنَ بَعِيرِهِ الْمَذْكُورَ فِيهِ أَنَّهُ قَدْ أَوْجَبَ ، فَكَانَ ذَلِكَ بِمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ مِنْهُ الدُّعَاءُ الَّذِي أُجِيبَ فِيهِ ، فَوَجَبَتْ بِهِ اللَّعْنَةُ وَهِيَ الطَّرْدُ فِي الْبَعِيرِ الَّذِي لَعَنَهُ ، فَعَادَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى مَعْنَى حَدِيثِ
عِمْرَانَ ، وَزَادَ عَلَيْهِ الْإِيجَابَ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ
جَابِرٍ الَّذِي ذَكَرْنَا ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ .