[ ص: 24 ] 726 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلاقه حفصة ، وفي مراجعته إياها بعد ذلك .
4611 - حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن أبي داود إسماعيل بن الخليل الكوفي ، وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدثنا ، قال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة : أخبرني ابن أبي داود ، وقال صالح بن صالح أحمد في حديثه ، عن ، عن صالح بن صالح ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - عمر بن الخطاب ، ثم راجعها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق .
[ ص: 25 ]
4612 - وحدثنا ، حدثنا أبو أمية محمد بن الصلت ، حدثنا ، ثم ذكر بإسناده مثله . يحيى بن زكريا
4613 - وحدثنا ، حدثنا أبو أمية إسماعيل بن الخليل الخزاز ، حدثنا ، عن يونس بن بكير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، قال : ابن عمر على عمر أختي وهي تبكي ، فقال : ما لك لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك ، أما إنه قد كان طلقك مرة ، ثم راجعك من أجلي حفصة دخل .
قال : أبو جعفر وصالح بن صالح هذا هو ابن صالح بن حي الذي يروي عن ، الشعبي أبو علي ، والحسن بن صالح ، فدل هذا على أنه قد كان له بنون ثلاثة ، أخذ عنهم العلم ، وهم : علي ، والحسن ، [ ص: 26 ] وصالح . فأما علي والحسن فولدا في بطن واحد .
كما حدثني عبد الرحمن بن القاسم القطان الكوفي أبو محمد ، قال : حدثني جعفر بن محمد رجل من الكوفة ، قال : حدثني جدي ، قال : قال صالح بن حي : : إنه ولد لي في هذه الليلة ابنان ، فقال : وما سميتهما ، قلت : سميت أحدهما للشعبي عليا والآخر حسنا ، فقال لي : قد أحسنت ، بارك الله لك فيهما ، وأعلى عليا وحسن حسنا . قلت
ومما يقوي هذا أن البخاري ذكر في كتابه ، فقال : وعبد الله بن صالح بن صالح بن حي الهمداني سمع من عبثر بن القاسم ، سمع منه عمرو الناقد .
قال : فأما أبو جعفر علي وحسن ، فلا عقب لهما ، ووفاتهما متقدمة كما سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول : توفي علي بن صالح ومسعر بن كدام في سنة خمس وخمسين ومائة ، وتوفي الحسن بن صالح سنة سبع وستين ومائة .
4614 - وحدثنا ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا حرملة بن يحيى أخبرني ابن وهب عمرو بن صالح ، عن ، عن موسى بن علي ، عن أبيه عقبة بن عامر فأتاه حفصة جبريل [ ص: 27 ] فقال : راجعها فإنها صوامة قوامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق .
قال : أبو جعفر وعمرو بن صالح هذا رجل من أهل مصر ممن كان يسكن الحمراء ، تعرف ببطن الدير .
4615 - وحدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد ، حدثنا ، حدثنا مسلم بن إبراهيم الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا ، عن ثابت أنس تطليقة فأتاه حفصة جبريل ، فقال : يا محمد طلقت تطليقة ، وهي صوامة قوامة ، وهي زوجتك في الدنيا وفي الجنة حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق .
[ ص: 28 ] فقال قائل : وكيف تقبلون مثل هذا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلق زوجة من أزواجه هي زوجته في الدنيا وفي الجنة ، وقد كان الله عز وجل خير أزواج نبيه ، وهي منهن بين الدنيا والآخرة ، فاخترن الله ورسوله على الدنيا ، فشكر الله ذلك لهن واحتبسه عليهن واحتبسهن عليه ، حتى جعل لهن أن يكن بعد موته كما كن في حياته ، لأنهن محبوسات عليه ومحرمات على من سواه من الناس .
[ ص: 29 ] فكان جوابنا له في ذلك : أنه وإن كان صلى الله عليه وسلم قد طلقها فلم يخرجها بذلك من أزواجه المستحقات في الدنيا والآخرة ما استحقته من لم يطلقها من أزواجه ، وإنما كان طلاقه لها طلاقا لم يقطع السبب الذي بينه وبينها ، لأنه كان طلاقا رجعيا ، ثم كان بحمد الله ونعمته منه فيها ما كان من مراجعته إياها إلى ما كانت عليه قبل طلاقه إياها رضي الله عنها .
فإن قال هذا القائل : فلو انقضت عدتها ولم يراجعها ، أكانت بذلك تخرج من جملة أمهات المؤمنين حتى لا تكون أما لهم كما كانت قبل ذلك .
كان جوابنا له في ذلك : أن ذلك لو كان لما خرجت من جملة أمهات المؤمنين ولكانت بعده أما لهم ، وأن حرمتها عليهم كحرمتها عليهم قبل ذلك ، وأنها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، كما لا يخرجها الموت من ذلك لو كان مات عنها وهي بعد موته تستحق النفقة عليها مما كان ينفق عليها منه في حياته ، لأنها محبوسة عليه بعد موته ، كما كانت محبوسة عليه في حياته ، وفيما ذكرنا بيان لما قد توهمه هذا القائل ، وبالله التوفيق .