مسألة من كلام شيخ الإسلام وعلامة الزمان تقي الدين ابن تيمية الحراني في إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان [المائدة: 90]. قوله تعالى:
الجواب:
الحمد لله.
الخمر: هي المسكر، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « وقال: « كل مسكر خمر وكل خمر حرام»، وقال: « كل مسكر خمر وكل مسكر حرام». كل شراب أسكر فهو حرام».
فكل سواء كان من العنب أو التمر أو الحنطة أو الشعير أو العسل أو لبن الخيل أو غير ذلك. [ ص: 283 ] ما أسكر كثيره فقليله حرام وهو خمر،
وأما الميسر: فهو القمار، وهو يجمع معنيين:
أحدهما: أكل المال بالباطل، كبيع الغرر، فإنه من الميسر.
والثاني: الأعمال التي فيها مغالبة بلا منفعة، تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وتوقع العداوة والبغضاء، سواء كانت بعوض أو بغير عوض; كاللعب بالنرد والشطرنج ونحوهما، فإن ذلك كله من الميسر، كما فسر الآية بذلك علماء السلف من الصحابة والتابعين.
وأما الأنصاب: فهي ما ينصب من التماثيل التي تعبد من دون الله.
وأما وكما يستقسم ناس بالقرعة المأمونية المكتوب عليها (أب ج د) فإن خرج الفرد غالبا قالوا: (سعد) ، وإن خرج الزوج غالبا قالوا: (نحس) . الأزلام: فهي ما يستقسم به، أي يطلب العبد علم ما قسم الله له به، كما كانت العرب تستقسم بالحصى وبالقداح، وهي نشاب لا نصل له ولا ريش.
وهذا من فروع النجوم، فإن الكواكب إذا اتصلت على شكل مثلث أو مسدس، بأن يكون بين الكوكبين ستون درجة أو مئة وعشرون درجة جعلوا ذلك علامة على السعادة.
وإن كان على شفع، مثل أن يكون بينهما تسعون درجة فيقولون: [ ص: 284 ]
« ربعة»، أو مئة وثمانون درجة، فيقولون: « قابلة».
أو يكونان على درجة واحدة، فيقولون: « قارنة»، جعلوا ذلك بخلاف الوتر، حتى إذا كتب أحدهم: (ورنة) قطع حرفها لتصير مثلثة، فهذا من الاستقسام بالأزلام.
وكذلك الضرب بالشعير والحصى لطلب علم ما يكون. وكذلك النظر في الألواح. فهذا وشبهه من الاستقسام بالأزلام. وهذه الأربعة كما قال تعالى: رجس من عمل الشيطان . وقد أمرنا تعالى باجتناب هذا الرجس بقوله: فاجتنبوه لعلكم تفلحون [المائدة: 90] والله أعلم.
* * *