فصل
وقوله : عسى الله أن يتوب عليهم [التوبة :102] ، نقل عن وغيره أنهم قالوا : عسى من الله واجب . وهذا الذي قالوه قد وجد بالاستقراء في مواضع ، كقوله : ابن عباس عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير [الممتحنة :7] . وجعل الله المودة بين المؤمنين وبين الذين كانوا يعادونهم بعد أن نزلت هذه الآية لما فتحت مكة وآمن الطلقاء ، كأبي سفيان ، ، وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية ، ، وعكرمة بن [ ص: 392 ] أبي جهل وغيره . والحارث بن هشام
وقوله : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين [المائدة :52] ، وأتى الله بالفتح وبأمر من عنده ، فأصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين .
وقوله : وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم [التوبة :102] ، وتاب عليهم .
وقوله : قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده [الإسراء :50 - 52] . وهذا يكون ذلك اليوم .
وقوله : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم [محمد :22] ، ومن تولى عن طاعة الله والرسول أفسد في الأرض وقطع رحمه ، كما فعل المشركون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة [التوبة :10] .