، وعلى التقديرين فعليه أن يؤمن والخضر إما نبي أو من أتباع الأنبياء بمحمد وينصره ، ومعلوم أن ذلك لو وقع لكان مما تتوفر الدواعي والهمم على نقله ، فقد نقل الناس من آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من الأحبار [ ص: 135 ] والرهبان ، فكيف لا ينقل إيمان الخضر وجهاده معه لو كان قد وقع؟
وقول من قال : "الخضر كان حيا في حياته" بمنزلة قول من يقول : "يوشع بن نون كان حيا أو بعض أنبياء بني إسرائيل كإلياس" ، وهذا باطل لمقدمتين :
إحداهما : لو كان حيا لوجب عليه أن يؤمن به ويهاجر إليه ويجاهد معه .
والثانية : أن ذلك لو وقع لتوفرت الدواعي والهمم على نقله .
وإذا كان هارون ونحوه تبعا لموسى ، وكان أنبياء بني إسرائيل تبعا لموسى ، فكيف لا يكون الخضر ونحوه إن قدر نبوته تبعا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، الذي ما خلق الله خلقا أكرم عليه منه ، وما تلقوه عن الله بواسطة محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل مما تلقوه بغير واسطة موسى .
وأيضا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر بنزول المسيح ابن مريم آخر الزمان ، وذكر أنه يحكم فينا بكتاب الله وسنة رسوله ، والمسيح أفضل من الخضر ، الخضر حيا لكان يكون مع محمد ومع المسيح ابن مريم . وقول بعض الناس : "إن الرجل الذي يقتله الدجال هو فلو كان الخضر" لا أصل له .