وقد اتفق المسلمون على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32752_24594_1347الصلاة عند القبور غير مشروعة، فلا تجب ولا تستحب، ولم يقل قط أحد من علماء المسلمين أن الصلاة عند قبر أو مسجد أو مشهد على قبر سواء كان قبر نبي أو غير نبي، أن ذلك مستحب، أو أن الصلاة هناك أفضل من الصلاة في غيره، فمن اعتقد ذلك أو قاله أو عمل به فقد فارق إجماع المسلمين وخرج عن سبيل المؤمنين.
وقد تنازع العلماء في الصلاة في المقبرة، قيل: هي محرمة أو مكروهة أو مباحة، ولم يقل أحد منهم: إنها مستحبة ولا واجبة.
والذي عليه جماهير العلماء أنها منهي عنها نهي تحريم أو نهي تنزيه، وكثير منهم يقول: إنها باطلة.
والمقبرة وإن كان قد قال بعضهم: إنها ثلاثة أقبر فصاعدا، فلم
[ ص: 43 ] يتنازعوا في أن المسجد المبني على قبر لا فرق بين أن يبنى على قبر أو أكثر، كالذين لعنهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم إنما كانوا يبنون المسجد على قبر واحد، قبر نبي أو رجل صالح. وإن كان بعض من نهى عن الصلاة في المقبرة علله بالنجاسة، فإنه لا يعلل الصلاة في المسجد المبني على قبر بالنجاسة، بل قد نص هؤلاء
nindex.php?page=showalam&ids=13790 -كالشافعي وغيره- على أن العلة هنا خشية الافتتان بالقبر التي هي الشرك.
وأما الصلاة في المقبرة فالعلة الصحيحة عند محققيهم أيضا إنما هي مشابهته للمشركين وأن ذلك قد يفضي إلى الشرك، كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، وقال: إنه حينئذ يسجد لها الكفار . ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة إلى القبور، كما ثبت ذلك في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره عن
أبي مرثد الغنوي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=885838 "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها". فنهى أن يكون في القبلة قبر.
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: كنت أصلي وهناك قبر، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: القبر القبر! فظننته يقول: القمر، وإذا هو يقول: القبر. أو كما قال.
وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن الصلاة إلى القبر وإن لم يقصد العبد السجود له، فكيف بمن يسجد للقبر؟ فإن هذا شرك. وقد روى
[ ص: 44 ] nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل nindex.php?page=hadith&LINKID=673751أنه لما قدم الشام وجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلما رجع سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما هذا يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ؟ "، فقال: يا رسول الله! رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وعظمائهم، ويذكرون ذلك عن أنبيائهم، فقال: "إنه لا يصلح السجود إلا لله، ولو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها". ثم قال: "يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ! أرأيت لو مررت بقبري أكنت ساجدا إليه؟ "، قال: لا، قال: "فلا تسجد لي". nindex.php?page=showalam&ids=32فمعاذ كان يعلم أن السجود للقبور لا يجوز.
قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=28يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين . وهذا في كتاب الله كثير جدا.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون .
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله [ ص: 45 ] يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون
وقال تعالى عن
إبراهيم الخليل: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=78فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين الآيات إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82وهم مهتدون .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653175لما [نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] .
كان يظن أن السجود للحي مشروع، كما ذكر في قصة
يوسف، وكما ذكر في قصة
أهل الكهف أن أولئك اتخذوا عليهم مسجدا، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه في شريعتنا لا يصلح السجود إلا لله، كما بين في الأحاديث المتقدمة أن الذين اتخذوا على
أهل الكهف مسجدا من الذين نهانا رسولنا أن نتشبه بهم.
وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28695التمسح بالقبور - كاستلامها باليد وتقبيلها بالفم- منهي عنه باتفاق المسلمين، حتى إنهم قالوا فيمن زار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه لا يستلمه بيده ولا يقبله بفمه، فلا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق الذي هو الكعبة البيت الحرام، فإن الله شرع أن يستلم الحجر الأسود
[ ص: 46 ] الذي بمنزلة يمينه في الأرض، وأن يقبله أيضا، حتى إنه يستحب إذا لم يمكن تقبيله أن يقبل اليد التي استلمته، حتى إنه يستحب استلامه بالمحجن والعصا ونحو ذلك إذا لم يمكن استلامه باليد. وكذلك
الركن اليماني يستحب استلامه. ولم يستلم النبي - صلى الله عليه وسلم - من أركان البيت الأربعة إلا الركنين اليمانيين، لأنهما بنيا على قواعد
إبراهيم، وأما الركنان اللذان يليان الحجر فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستلمهما، ولهذا لا يستحب استلامهما عند الأئمة الأربعة وعامة العلماء، كما لا يستحب أن يستلم الرجل جوانب بيت الله، ولا يستحب تقبيل ذلك أيضا.
وَقَدِ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32752_24594_1347الصَّلَاةَ عِنْدَ الْقُبُورِ غَيْرُ مَشْرُوعَةٍ، فَلَا تَجِبُ وَلَا تُسْتَحَبُّ، وَلَمْ يَقُلْ قَطُّ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ قَبْرٍ أَوْ مَسْجِدٍ أَوْ مَشْهَدٍ عَلَى قَبْرٍ سَوَاءً كَانَ قَبْرَ نَبِيٍّ أَوْ غَيْرِ نَبِيٍّ، أَنَّ ذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ، أَوْ أَنَّ الصَّلَاةَ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِهِ، فَمَنِ اعْتَقَدَ ذَلِكَ أَوْ قَالَهُ أَوْ عَمِلَ بِهِ فَقَدْ فَارَقَ إِجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ وَخَرَجَ عَنْ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقَدْ تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ، قِيلَ: هِيَ مُحَرَّمَةٌ أَوْ مَكْرُوهَةٌ أَوْ مُبَاحَةٌ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ: إِنَّهَا مُسْتَحَبَّةٌ وَلَا وَاجِبَةٌ.
وَالَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا مَنْهِيٌّ عَنْهَا نَهْيَ تَحْرِيمٍ أَوْ نَهْيَ تَنْزِيهٍ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: إِنَّهَا بَاطِلَةٌ.
وَالْمَقْبَرَةُ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهَا ثَلَاثَةُ أَقْبُرٍ فَصَاعِدًا، فَلَمْ
[ ص: 43 ] يَتَنَازَعُوا فِي أَنَّ الْمَسْجِدَ الْمَبْنِيَّ عَلَى قَبْرٍ لَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يُبْنَى عَلَى قَبْرٍ أَوْ أَكْثَرَ، كَالَّذِينَ لَعَنَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا كَانُوا يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ عَلَى قَبْرٍ وَاحِدٍ، قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ. وَإِنْ كَانَ بَعْضُ مَنْ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ عَلَّلَهُ بِالنَّجَاسَةِ، فَإِنَّهُ لَا يُعَلِّلُ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْمَبْنِيِّ عَلَى قَبْرٍ بِالنَّجَاسَةِ، بَلْ قَدْ نَصَّ هَؤُلَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790 -كَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ- عَلَى أَنَّ الْعِلَّةَ هُنَا خَشْيَةُ الِافْتِتَانِ بِالْقَبْرِ الَّتِي هِيَ الشِّرْكُ.
وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِي الْمَقْبَرَةِ فَالْعِلَّةُ الصَّحِيحَةُ عِنْدَ مُحَقِّقِيهِمْ أَيْضًا إِنَّمَا هِيَ مُشَابَهَتُهُ لِلْمُشْرِكِينَ وَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يُفْضِي إِلَى الشِّرْكِ، كَمَا نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّلَاةِ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَوَقْتَ غُرُوبِهَا، وَقَالَ: إِنَّهُ حِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ . وَلِهَذَا نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّلَاةِ إِلَى الْقُبُورِ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ
أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=885838 "لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا". فَنَهَى أَنْ يَكُونَ فِي الْقِبْلَةِ قَبْرٌ.
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَهُنَاكَ قَبْرٌ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: الْقَبْرَ الْقَبْرَ! فَظَنَنْتُهُ يَقُولُ: الْقَمَرَ، وَإِذَا هُوَ يَقُولُ: الْقَبْرَ. أَوْ كَمَا قَالَ.
وَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ إِلَى الْقَبْرِ وَإِنْ لَمْ يَقْصِدِ الْعَبْدُ السُّجُودَ لَهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَسْجُدُ لِلْقَبْرِ؟ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ. وَقَدْ رَوَى
[ ص: 44 ] nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=673751أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ وَجَدَهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ؟ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَعُظَمَائِهِمْ، وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إِلَّا لِلَّهِ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، لِعِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا". ثُمَّ قَالَ: "يَا nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ! أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ سَاجِدًا إِلَيْهِ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ: "فَلَا تَسْجُدْ لِي". nindex.php?page=showalam&ids=32فَمُعَاذٌ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ السُّجُودَ لِلْقُبُورِ لَا يَجُوزُ.
قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=28يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ . وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرٌ جِدًّا.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مَنْ دُونِ اللَّهُ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِيَ بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ .
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [ ص: 45 ] يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=78فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْآيَاتِ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82وَهُمْ مُهْتَدُونَ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653175لَمَّا [نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالُوا: أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ] .
كَانَ يُظَنُّ أَنَّ السُّجُودَ لِلْحَيِّ مَشْرُوعٌ، كَمَا ذُكِرَ فِي قِصَّةِ
يُوسُفَ، وَكَمَا ذُكِرَ فِي قِصَّةِ
أَهْلِ الْكَهْفِ أَنَّ أُولَئِكَ اتَّخَذُوا عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا، فَبَيَّنَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ فِي شَرِيعَتِنَا لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إِلَّا لِلَّهِ، كَمَا بَيَّنَ فِي الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا عَلَى
أَهْلِ الْكَهْفِ مَسْجِدًا مِنَ الَّذِينَ نَهَانَا رَسُولُنَا أَنْ نَتَشَبَّهَ بِهِمْ.
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28695التَّمَسُّحُ بِالْقُبُورِ - كَاسْتِلَامِهَا بِالْيَدِ وَتَقْبِيلِهَا بِالْفَمِ- مَنْهِيٌّ عَنْهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى إِنَّهُمْ قَالُوا فِيمَنْ زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّهُ لَا يَسْتَلِمُهُ بِيَدِهِ وَلَا يُقَبِّلُهُ بِفَمِهِ، فَلَا يُشَبَّهُ بَيْتُ الْمَخْلُوقِ بِبَيْتِ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ الْكَعْبَةُ الْبَيْتُ الْحَرَامُ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ
[ ص: 46 ] الَّذِي بِمَنْزِلَةِ يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، وَأَنْ يُقَبِّلَهُ أَيْضًا، حَتَّى إِنَّهُ يُسْتَحَبُّ إِذَا لَمْ يُمْكِنْ تَقْبِيلُهُ أَنْ يُقَبِّلَ الْيَدَ الَّتِي اسْتَلَمَتْهُ، حَتَّى إِنَّهُ يُسْتَحَبُّ اسْتِلَامُهُ بِالْمِحْجَنِ وَالْعَصَا وَنَحْوِ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُمْكِنِ اسْتِلَامُهُ بِالْيَدِ. وَكَذَلِكَ
الرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ يُسْتَحَبُّ اسْتِلَامُهُ. وَلَمْ يَسْتَلِمِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ، لِأَنَّهُمَا بُنِيَا عَلَى قَوَاعِدِ
إِبْرَاهِيمَ، وَأَمَّا الرُّكْنَانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسْتَلِمْهُمَا، وَلِهَذَا لَا يُسْتَحَبُّ اسْتِلَامُهُمَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَعَامَّةِ الْعُلَمَاءِ، كَمَا لَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَلِمَ الرَّجُلُ جَوَانِبَ بَيْتِ اللَّهِ، وَلَا يُسْتَحَبُّ تَقْبِيلُ ذَلِكَ أَيْضًا.