وأما بل يظهرون في الأماكن التي ينفرد بها بعض الناس عن الجمعة والجماعة، إما جبل من الجبال، كجبل لبنان وجبل الفتح وجبل الأحبس وغير ذلك من الجبال، وإما مغارة من المغارات، كمغارة الدم، وإما غيرها، وإما غير ذلك من المواضع التي لم يأمر الله ورسوله بقصدها للعبادة، وإنما يقصدها الجهال. فهؤلاء هم من الجن والشياطين، وقد سماهم الله رجالا، كما قال: الذين يسمونهم الناس رجال الغيب، كالذين يظهرون بالأماكن التي ليس فيها جمعة ولا جماعة ولا آثار الرسالة، وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا . والكلام على هؤلاء وتفصيل أحوالهم وما عرفناه من هذه الأمور يطول ، وهذا مقدار ما وسعته هذه الورقة.
تمت هذه الورقات [من] الجواب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. [ ص: 82 ]