ومن ، ثم يفعلوا ما حرمه الله ورسوله ، فلا يأكلون طيبا ولا يعملون صالحا . وهؤلاء خالفوا أمر الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أكل الحيات والعقارب والزنابير والميتة والعذرات وغير ذلك من هؤلاء المنتسبين إلى الفقر والتوله ، فإن الشيطان يدخل فيهم حتى يأكلوا ذلك يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [البقرة :172] ، وقال تعالى : «إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا [المؤمنون :51] . وهؤلاء خالفوا أمر الله ، فلم يأكلوا طيبا ولم يعملوا صالحا .
وكذلك من ، غايته أن [ ص: 397 ] يكون معه شياطين تلبس المريد حتى يدخل النار ، ولهذا إنما يدخلونها عند أهل الجهل والضلال الذين ليس عندهم من الإيمان شيء واليقين ما يحضر معه الملائكة الذين يطردون الشياطين ، فإذا حضر هؤلاء عند أهل العلم والإيمان بالله ورسوله ، المتبعين أمر مريديه بدخول النار فهو شيخ ضال مبتدع لمحمد صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا ، فدخل أحدهم النار احترق ، لأن شياطينه التي كانت تلبسه تهرب حينئذ ، وإذا قرأ عليهم الصادق آية الكرسي مرات بقلب صادق هربت شياطينهم وأحرقتهم النار ، كما قد جرى مثل ذلك لغير واحد من الصالحين معهم . هذا إن كان أحدهم يأكل الحية ويدخل النار بالحال الشيطاني .
وأما من يفعل ذلك بالمحال البهتاني ، فهؤلاء يصنعون حيلا وأدوية كحجر الطلق ودهن الضفادع وقشور النارنج وغير ذلك من الأدوية المعروفة عند من يعاني ذلك . وكذلك ما يظهرونه من الدم والزعفران واللاذن والسمن من يكون عن حال شيطاني ، ومن يكون عن حال بهتاني .