وقول الناظم رحمه الله ( وابقه ) أي الشيب إشارة إلى أن مكروه . قال في الفروع : ويكره نتف الشيب اتفاقا . ويتوجه احتمال يحرم للنهي لكنه من حديث نتف الشيب عن أبيه عن جده مرفوعا رواه الخمسة وحسنه عمرو بن شعيب الترمذي . انتهى . وقطع في الإقناع والمنتهى بالكراهة فقط . ولفظ حديث الذي أشار إليه صاحب الفروع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عمرو بن شعيب } وفي رواية { لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة } رواه كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم { } رواه نهى عن نتف الشيب وقال : إنه نور المسلم النسائي . وابن ماجه
وأخرج البزار في الكبير والأوسط من رواية والطبراني وبقية إسناده ثقات عن ابن لهيعة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { فضالة بن عبيد } . : من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ، فقال له رجل عند ذلك فإن رجالا ينتفون الشيب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء فلينتف نوره
وأخرج النسائي والترمذي وقال حسن صحيح عن عمر بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { } . من شاب شيبة في الإسلام [ ص: 422 ] كانت له نورا يوم القيامة
في صحيحه عن الإمام وابن حبان رضوان الله عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عمر بن الخطاب } . من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة
وأخرج عن مسلم رضي الله عنه قال { أنس } . كان يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته
في صحيحه عن وابن حبان مرفوعا { أبي هريرة } . لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة من شاب شيبة كتب الله له بها حسنة ، وحط عنه بها خطيئة ، ورفع له بها درجة
وأما حديث مرفوعا عند أنس الديلمي { أيما مسلم نتف شعرة بيضاء متعمدا صارت رمحا يوم القيامة يطعن به } فغير ثابت . وما أحسن قول يحيى بن منصور الكاتب في نتف الشيب :
أمد كفي إلى البيضاء أقلعها من لحيتي فتفديها بسوداء هذي يدي وهي مني لا تطاوعني
على مرادي فما ظني بأعدائي