nindex.php?page=treesubj&link=29059قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة
قال
ابن عباس : لم يكن أتاه حديثهم ، فأخبره عنهم ، فقال : وجوه يومئذ أي يوم القيامة . خاشعة قال
سفيان : أي ذليلة بالعذاب . وكل متضائل ساكن خاشع . يقال : خشع
[ ص: 25 ] في صلاته : إذا تذلل ونكس رأسه . وخشع الصوت : خفي قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وخشعت الأصوات للرحمن . والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه . وقال
قتادة وابن زيد : خاشعة أي في النار . والمراد وجوه الكفار كلهم قاله
يحيى بن سلام . وقيل : أراد وجوه
اليهود والنصارى قاله
ابن عباس . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة فهذا في الدنيا ; لأن الآخرة ليست دار عمل . فالمعنى : وجوه عاملة ناصبة في الدنيا ( خاشعة ) في الآخرة . قال أهل اللغة : يقال للرجل إذا دأب في سيره : قد عمل يعمل عملا . ويقال للسحاب إذا دام برقه : قد عمل يعمل عملا . وذا سحاب عمل . قال
الهذلي :
حتى شآها كليل موهنا عمل باتت طرابا وبات الليل لم ينم
ناصبة أي تعبة . يقال : نصب ( بالكسر ) ينصب نصبا : إذا تعب ، ونصبا أيضا ، وأنصبه غيره . فروى
الضحاك عن
ابن عباس قال : هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية الله - عز وجل - ، وعلى الكفر مثل عبدة الأوثان ، وكفار
أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم ، لا يقبل الله - جل ثناؤه - منهم إلا ما كان خالصا له . وقال
سعيد عن
قتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة قال : تكبرت في الدنيا عن طاعة الله - عز وجل - ، فأعملها الله وأنصبها في النار ، بجر السلاسل الثقال ، وحمل الأغلال ، والوقوف حفاة عراة في العرصات ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : لم تعمل لله في الدنيا ، ولم تنصب له ، فأعملها وأنصبها في جهنم . وقال
الكلبي : يجرون على وجوههم في النار . وعنه وعن غيره : يكلفون ارتقاء جبل من حديد في جهنم ، فينصبون فيها أشد ما يكون من النصب ، بمعالجة السلاسل والأغلال والخوض في النار كما تخوض الإبل في الوحل ، وارتقائها في صعود من نار ، وهبوطها في حدور منها إلى غير ذلك من عذابها . وقاله
ابن عباس . وقرأ
ابن محيصن وعيسى وحميد ، ورواها
عبيد عن
شبل . عن
ابن كثير ناصبة بالنصب على الحال . وقيل : على الذم . الباقون ( بالرفع ) على الصفة أو على إضمار مبتدأ ، فيوقف على خاشعة . ومن جعل المعنى في الآخرة ، جاز أن يكون خبرا بعد خبر عن وجوه ، فلا يوقف على خاشعة . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة أي عاملة في الدنيا ناصبة في الآخرة . وعلى هذا يحتمل وجوه يومئذ عاملة في الدنيا ، ناصبة في الآخرة ، خاشعة . قال
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : عملت في الدنيا بالمعاصي .
وقال
سعيد بن جبير وزيد بن أسلم : هم الرهبان أصحاب الصوامع وقاله
ابن عباس . وقد تقدم في رواية
الضحاك عنه . وروى عن
الحسن قال : لما قدم
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
الشام أتاه راهب شيخ كبير متقهل ، عليه سواد ، فلما رآه
عمر بكى . فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما
[ ص: 26 ] يبكيك ؟ قال : هذا المسكين طلب أمرا فلم يصبه ، ورجا رجاء فأخطأه ، - وقرأ قول الله - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة . قال
الكسائي : التقهل : رثاثة الهيئة ، ورجل متقهل : يابس الجلد سيئ الحال ، مثل المتقحل . وقال
أبو عمرو : التقهل : شكوى الحاجة . وأنشد :
لعوا إذا لاقيته تقهلا
والقهل : كفران الإحسان . وقد قهل يقهل قهلا : إذا أثنى ثناء قبيحا . وأقهل الرجل تكلف ما يعيبه ودنس نفسه . وانقهل ضعف وسقط قاله
الجوهري . وعن
علي - رضي الله عنه - أنهم
أهل حروراء يعني الخوارج الذين ذكرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=832517تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية . . . " الحديث .