[ ص: 498 ] سورة الطارق .
بسم الله الرحمن الرحيم .
جواب القسم "
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس " . و " إن " بمعنى " ما " .
و ( لما ) : بالتشديد بمعنى إلا ، وبالتخفيف " ما " فيه زائدة ، وإن هي المخففة من الثقيلة ؛ أي إن كل نفس لعليها حافظ . و ( حافظ ) . مبتدأ ، و ( عليها ) : الخبر . ويجوز أن يرتفع حافظ بالظرف .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=28908خلق من ماء دافق ( 6 ) ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6دافق ) : على النسب ؛ أي ذو اندفاق . وقيل : هو بمعنى مدفوق .
وقيل : هو على المعنى ؛ لأن اندفق الماء بمعنى نزل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908إنه على رجعه لقادر ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر ( 9 ) ) .
والهاء في " رجعه " تعود على الإنسان ؛ فالمصدر مضاف إلى المفعول ؛ أي الله قادر على بعثه . فعلى هذا في قوله تعالى : " يوم تبلى السرائر " أوجه : أحدها : هو معمول " قادر " . والثاني : على التبيين ؛ أي يرجع يوم تبلى . والثالث : تقديره : اذكر . ولا يجوز أن يعمل فيه " رجعه " للفصل بينهما بالخبر . وقيل : الهاء في " رجعه " للماء ؛ أي قادر على رد الماء في الإحليل أو في الصلب ؛ فعلى هذا يكون منقطعا عن قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر " فيعمل فيه اذكر .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28908فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ( 17 ) ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17رويدا ) : نعت لمصدر محذوف ؛ أي إمهالا رويدا ، ورويدا تصغير رود .
وقيل : هو مصدر محذوف ، الزيادة والأصل إروادا . والله أعلم .
[ ص: 498 ] سُورَةُ الطَّارِقِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
جَوَابُ الْقَسَمِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ " . وَ " إِنْ " بِمَعْنَى " مَا " .
وَ ( لَمَّا ) : بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى إِلَّا ، وَبِالتَّخْفِيفِ " مَا " فِيهِ زَائِدَةٌ ، وَإِنْ هِيَ الْمُخَفِّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ؛ أَيْ إِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ . وَ ( حَافِظٌ ) . مُبْتَدَأٌ ، وَ ( عَلَيْهَا ) : الْخَبَرُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ حَافِظٌ بِالظَّرْفِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=28908خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ( 6 ) ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6دَافِقٍ ) : عَلَى النَّسَبِ ؛ أَيْ ذُو انْدِفَاقٍ . وَقِيلَ : هُوَ بِمَعْنَى مَدْفُوقٍ .
وَقِيلَ : هُوَ عَلَى الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّ انْدَفَقَ الْمَاءُ بِمَعْنَى نَزَلَ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ( 9 ) ) .
وَالْهَاءُ فِي " رَجْعِهِ " تَعُودُ عَلَى الْإِنْسَانِ ؛ فَالْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ ؛ أَيِ اللَّهُ قَادِرٌ عَلَى بَعْثِهِ . فَعَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : " يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ " أَوْجُهٌ : أَحَدُهَا : هُوَ مَعْمُولُ " قَادِرٌ " . وَالثَّانِي : عَلَى التَّبْيِينِ ؛ أَيْ يَرْجِعُ يَوْمَ تُبْلَى . وَالثَّالِثُ : تَقْدِيرُهُ : اذْكُرْ . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ " رَجْعِهِ " لِلْفَصْلِ بَيْنَهُمَا بِالْخَبَرِ . وَقِيلَ : الْهَاءُ فِي " رَجْعِهِ " لِلْمَاءِ ؛ أَيْ قَادِرٌ عَلَى رَدِّ الْمَاءِ فِي الْإِحْلِيلِ أَوْ فِي الصُّلْبِ ؛ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مُنْقَطِعًا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ " فَيَعْمَلُ فِيهِ اذْكُرْ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28908فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ( 17 ) ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17رُوَيْدًا ) : نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ؛ أَيْ إِمْهَالًا رُوَيْدًا ، وَرُوَيْدًا تَصْغِيرُ رُودٍ .
وَقِيلَ : هُوَ مَصْدَرٌ مَحْذُوفٌ ، الزِّيَادَةُ وَالْأَصْلُ إِرْوَادًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .