قال تعالى : ( فانظر ماذا ترى فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ( 102 ) ) .
[ ص: 350 ] قوله تعالى : ( ماذا ترى ) : يجوز أن يكون " ماذا " اسما واحدا ينصب بـ " ترى " أي : أي شيء ترى .
و ( ترى ) من الرأي ، لا من رؤية العين ، ولا المتعدية إلى مفعولين ؛ بل كقولك : هو يرى رأي الخوارج ؛ فهو متعد إلى واحد .
وقرئ : " ترى " بضم التاء وكسر الراء ؛ وهو الرأي أيضا إلا أنه نقل بالهمزة فتعدى إلى اثنين ؛ فـ " ماذا " أحدهما ، والثاني محذوف ؛ أي تريني .
ويجوز أن تكون " ما " استفهاما ، و " ذا " بمعنى الذي ؛ فيكون مبتدأ وخبر أي : أي شيء الذي تراه ، أو الذي ترينيه .
قال تعالى : ( فلما أسلما وتله للجبين ( 103 ) ) .
قوله تعالى : ( فلما ) : جوابها محذوف تقديره : نادته الملائكة ، أو ظهر فضلها .
وقال الكوفيون : الواو زائدة ؛ أي تله ، أو ناديناه .
قال تعالى : ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ( 112 ) ) .
و ( نبيا ) : حال من إسحاق .
قال تعالى : ( وإن إلياس لمن المرسلين ( 123 ) إذ قال لقومه ألا تتقون ( 124 ) ) .
قوله تعالى : ( إذ قال ) : هو ظرف لـ " مرسلين " .
وقيل : بإضمار أعني .
قال تعالى : ( الله ربكم ورب آبائكم الأولين ( 126 ) ) .
قوله تعالى : ( الله ربكم ورب ) : يقرأ الثلاثة بالنصب بدلا من " أحسن " أو على إضمار أعني .
قال تعالى : ( سلام على إل ياسين ( 130 ) ) .
قوله تعالى : ( إل ياسين ) : يقرأ : آل ، بالمد ؛ أي أهله .
وقرئ بالقصر وسكون اللام وكسر الهمزة ، والتقدير : إلياسين ، واحدهم إلياسي ، ثم خفف الجمع ، كما قالوا : الأشعرون .
[ ص: 351 ] ويقرأ شاذا إدراسين ، منسوبون إلى إدريس .
قال تعالى : ( وبالليل أفلا تعقلون ( 138 ) ) .
قوله تعالى : ( وبالليل ) : الوقف عليه تام .
قال تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين ( 143 ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( 144 ) ) .
قوله تعالى : ( في بطنه ) : حال ، أو ظرف .
( إلى يوم يبعثون ) : متعلق بلبث ، أو نعت لمصدر محذوف ؛ أي لبثا إلى يوم .
قال تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( 147 ) ) .
قوله تعالى : ( أو يزيدون ) : أي يقول الرائي لهم هم مائة ألف أو يزيدون .
وقيل : بعضهم يقول : مائة ألف ، وبعضهم يقول : أكثر ، وقد ذكرنا في قوله : ( أو كصيب ) [ البقرة : 19 ] وفي موضع آخر ( وجوها ) [ النساء : 47 ] .
قال تعالى : ( أصطفى البنات على البنين ( 153 ) ) .
قوله تعالى : ( أصطفى ) : بفتح الهمزة ، وهي للاستفهام ، وحذفت همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام .
ويقرأ بالمد ، وهو بعيد جدا .
وقرئ بكسر الهمزة على لفظ الخبر ، والاستفهام مراد ؛ كما قال : عمر بن أبي ربيعة
ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد الرمل والحصى والتراب أي أتحبها ؛ وهو شاذ في الاستعمال والقياس ؛ فلا ينبغي أن يقرأ به .
قال تعالى : ( ما لكم كيف تحكمون ( 154 ) ) .
( ما لكم كيف ) : استفهام بعد استفهام .
قال تعالى : ( إلا عباد الله المخلصين ( 160 ) ) .
( إلا عباد الله ) : يجوز أن يكون مستثنى من الضمير في ( جعلوا ) ومن ( محضرون ) . وأن يكون منفصلا .
[ ص: 352 ] قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ( 161 ) ما أنتم عليه بفاتنين ( 162 ) إلا من هو صالي الجحيم ( 163 ) وما منا إلا له مقام معلوم ( 164 ) ) .
قوله تعالى : ( وما تعبدون ) : الواو عاطفة ، ويضعف أن يكون بمعنى مع ، إذ لا فعل هنا و ( ما أنتم ) : نفي .
و ( من ) : في موضع نصب بفاتنين ، وهي بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة .
و ( صال ) : يقرأ شاذا بضم اللام ؛ فيجوز أن يكون جمعا على معنى " من " وأن يكون قلب فصار صائلا ، ثم حذفت الياء ، فبقي " صال " .
ويجوز أن يكون غير مقلوب على فعل كما قالوا : يوم راح ، وكبش صاف ؛ أي روح وصوف . ( وما منا إلا له ) : أي أحد إلا . وقيل : إلا من له . وقد ذكر في النساء .