قال تعالى : ( وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ( 22 ) ) .
[ ص: 320 ] قوله تعالى : ( وصدق الله ورسوله ) : إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما ؛ لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره .
قال تعالى : ( أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء ( 24 ) ) .
قوله تعالى : ( ليجزي الله ) : يجوز أن تكون لام العاقبة ، وأن يتعلق بصدق ؛ أو بزادهم ، أو بما بدلوا .
قال تعالى : ( وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ( 25 ) ) .
قوله تعالى : ( بغيظهم ) : يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مفعولا به .
و ( لم ينالوا ) : حال .
قال تعالى : ( وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ( 26 ) ) .
و ( من أهل الكتاب ) : حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم .
و ( من صياصيهم ) : متعلقة بأنزل .
و ( فريقا ) : منصوب بـ " تقتلون " .
وكان ذلك على الله يسيرا يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ( 30 ) ) .
و ( يضاعف ) ويضعف : قد ذكر .
قال تعالى : ( وأعتدنا لها رزقا كريما ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين ( 31 ) ) .
قوله تعالى : ( ومن يقنت ) : يقرأ بالياء حملا على لفظ " من " وبالتاء على معناها ؛ ومثله : و ( تعمل صالحا ) .
[ ص: 321 ] ومنهم من قرأ الأولى بالتاء ، والثانية بالياء . وقال بعض النحويين : هذا ضعيف ؛ لأن التذكير أصل ؛ فلا يجعل تبعا للتأنيث ، وما عللوا به قد جاء مثله في القرآن ، وهو قوله تعالى : ( خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ) [ الأنعام : 139 ] .
قال تعالى : ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ( 32 ) ) .
قوله تعالى : ( فيطمع الذي ) : يقرأ بفتح العين على جواب النهي ، وبالكسر على نية الجزم عطفا على تخضعن .
قال تعالى : ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ( 33 ) ) .
قوله تعالى : ( وقرن ) : يقرأ بكسر القاف ، وفيه وجهان ؛ أحدهما : هو من وقر يقر إذا ثبت ، ومنه الوقار ، والفاء محذوفة . والثاني : هو من قر يقر ، ولكن حذفت إحدى الراءين ، كما حذفت إحدى اللامين في " ظلت " فرارا من التكرير .
ويقرأ بالفتح ؛ وهو من قر لا غير ، وحذفت إحدى الراءين ؛ وإنما فتحت القاف على لغة في : قررت أقر في المكان .
قوله تعالى : ( أهل البيت ) : أي يا أهل البيت .
ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح ؛ أي أعني ، أو أخص .
قال تعالى : ( والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ( 35 ) ) .
قوله تعالى : ( والحافظات ) : أي الحافظات فروجهن ، وكذلك " والذاكرات " أي والذاكرات الله ، وأغنى المفعول الأول عن الإعادة .
قال تعالى : ( أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ( 3 ) ) .
قوله تعالى : ( أن يكون لهم الخيرة ) : إنما جمع لأن أول الآية يراد به العموم .