[ ص: 146 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7إذ قال موسى لأهله ( إذ ) منصوب بمضمر وهو " اذكر " كأنه قال على أثر قوله .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم : خذ يا
محمد من آثار حكمته وعلمه قصة
موسى إذ قال لأهله .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7إني آنست نارا أي أبصرتها من بعد . قال
الحرث بن حلزة :
آنست نبأة وأفزعها القن ناص عصرا وقد دنا الإمساء
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون قرأ
عاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7بشهاب قبس بتنوين " شهاب " . والباقون بغير تنوين على الإضافة ; أي بشعلة نار ; واختاره
أبو عبيد وأبو حاتم . وزعم
الفراء في ترك التنوين أنه بمنزلة قولهم : ولدار الآخرة ، ومسجد الجامع ، وصلاة الأولى ; يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلفت أسماؤه . قال
النحاس : إضافة الشيء إلى نفسه محال عند
البصريين ، لأن معنى الإضافة في اللغة ضم شيء إلى شيء فمحال أن يضم الشيء إلى نفسه ، وإنما يضاف الشيء إلى الشيء ليتبين به معنى الملك أو النوع ، فمحال أن يتبين أنه مالك نفسه أو من نوعها . و " شهاب قبس " إضافة النوع والجنس ، كما تقول : هذا ثوب خز ، وخاتم حديد وشبهه . والشهاب كل ذي نور ; نحو الكوكب والعود الموقد . والقبس اسم لما يقتبس من جمر وما أشبهه ; فالمعنى بشهاب من قبس . يقال . أقبست قبسا ; والاسم قبس . كما تقول : قبضت قبضا . والاسم القبض . ومن قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7بشهاب قبس جعله بدلا منه .
المهدوي : أو صفة له ; لأن القبس يجوز أن يكون اسما غير صفة ، ويجوز أن يكون صفة ; فأما كونه غير صفة فلأنهم قالوا قبسته أقبسه قبسا والقبس المقبوس ; وإذا كان صفة فالأحسن أن يكون نعتا . والإضافة فيه إذا كان غير صفة أحسن . وهي إضافة النوع إلى جنسه كخاتم فضة وشبهه . ولو قرئ بنصب " قبس " على البيان أو
[ ص: 147 ] الحال كان أحسن . ويجوز في غير القرآن " بشهاب قبسا " على أنه مصدر أو بيان أو حال .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7لعلكم تصطلون أصل الطاء تاء فأبدل منها هنا طاء ; لأن الطاء مطبقة والصاد مطبقة فكان الجمع بينهما حسنا ، ومعناه يستدفئون من البرد . يقال : اصطلى يصطلي : إذا استدفأ . قال الشاعر :
النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه شاتيا فليصطل
الزجاج : كل أبيض ذي نور فهو شهاب .
أبو عبيدة : الشهاب النار . قال
أبو النجم :
كأنما كان شهابا واقدا أضاء ضوءا ثم صار خامدا
أحمد بن يحيى : أصل الشهاب عود في أحد طرفيه جمرة والآخر لا نار فيه ; وقول
النحاس فيه حسن ، والشهاب الشعاع المضيء ومنه الكوكب الذي يمد ضوءه في السماء . وقال الشاعر :
في كفه صعدة مثقفة فيها سنان كشعلة القبس
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8فلما جاءها نودي أي فلما جاء
موسى الذي ظن أنه نار وهي نور ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه . فلما رأى
موسى النار وقف قريبا منها ، فرآها تخرج من فرع شجرة خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق ، لا تزداد النار إلا عظما وتضرما ، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة وحسنا ; فعجب منها وأهوى إليها بضغث في يده ليقتبس منها ; فمالت إليه ; فخافها فتأخر عنها ; ثم لم تزل تطمعه ويطمع فيها إلى أن وضح أمرها على أنها مأمورة لا يدري من أمرها ، إلى أن
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8نودي أن بورك من في النار ومن حولها . وقد مضى هذا المعنى في ( طه ) . ( نودي ) أي ناداه الله ; كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وناديناه من جانب الطور الأيمن .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أن بورك قال
الزجاج : " أن " في موضع نصب ; أي : بأنه قال . ويجوز أن تكون في موضع رفع جعلها اسم ما لم يسم فاعله . وحكى
أبو حاتم أن في قراءة
أبي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ومجاهد ( أن بوركت النار ومن حولها ) . قال
النحاس : ومثل هذا لا يوجد بإسناد صحيح ، ولو صح لكان على التفسير ، فتكون البركة راجعة إلى النار ومن حولها : الملائكة
وموسى . وحكى
الكسائي عن العرب : باركك الله ، وبارك فيك .
الثعلبي : العرب تقول باركك الله ، وبارك فيك ، وبارك عليك ، وبارك لك ، أربع لغات . قال الشاعر :
فبوركت مولودا وبوركت ناشئا وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
[ ص: 148 ] الطبري : قال
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8بورك من في النار ولم يقل بورك في من في النار على لغة من يقول باركك الله . ويقال باركه الله ، وبارك له ، وبارك عليه ، وبارك فيه بمعنى ; أي بورك على من في النار وهو
موسى ، أو على من في قرب النار ; لا أنه كان في وسطها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كان في النار ملائكة فالتبريك عائد إلى
موسى والملائكة ; أي بورك فيك يا
موسى وفي الملائكة الذين هم حولها . وهذا تحية من الله تعالى
لموسى وتكرمة له ، كما حيا
إبراهيم على ألسنة الملائكة حين دخلوا عليه ; قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت . وقول ثالث قاله
ابن عباس والحسن nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : قدس من في النار وهو الله سبحانه وتعالى ، عنى به نفسه تقدس وتعالى . قال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب : النار نور الله عز وجل ; نادى الله
موسى وهو في النور ; وتأويل هذا أن
موسى عليه السلام رأى نورا عظيما فظنه نارا ; وهذا لأن الله تعالى ظهر
لموسى بآياته وكلامه من النار لا أنه يتحيز في جهة
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله لا أنه يتحيز فيهما ، ولكن يظهر في كل فعل فيعلم به وجود الفاعل . وقيل على هذا : أي بورك من في النار سلطانه وقدرته . وقيل : أي بورك ما في النار من أمر الله تعالى الذي جعله علامة .
قلت : ومما يدل على صحة قول
ابن عباس ما خرجه
مسلم في صحيحه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننه واللفظ له عن
أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832213إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ثم قرأ
أبو عبيدة :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا . ولفظ
مسلم عن
أبي موسى قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات ; فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832214إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور - وفي رواية أبي بكر النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه قال
أبو عبيد : يقال السبحات إنها جلال وجهه ،
[ ص: 149 ] ومنها قيل : سبحان الله ، إنما هو تعظيم له وتنزيه . وقوله : ( لو كشفها ) يعني لو رفع الحجاب عن أعينهم ولم يثبتهم لرؤيته لاحترقوا وما استطاعوا لها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : النار حجاب من الحجب وهي سبعة حجب ; حجاب العزة ، وحجاب الملك ، وحجاب السلطان ، وحجاب النار ، وحجاب النور ، وحجاب الغمام ، وحجاب الماء . وبالحقيقة فالمخلوق المحجوب والله لا يحجبه شيء ; فكانت النار نورا وإنما ذكره بلفظ النار ; لأن
موسى حسبه نارا ، والعرب تضع أحدهما موضع الآخر . وقال
سعيد بن جبير : كانت النار بعينها فأسمعه تعالى كلامه من ناحيتها ، وأظهر له ربوبيته من جهتها . وهو كما روي أنه مكتوب في التوراة : ( جاء الله من
سيناء وأشرق من
ساعير واستعلى من
جبال فاران ) . فمجيئه من
سيناء بعثه
موسى منها ، وإشرافه من
ساعير بعثه
المسيح منها ، واستعلاؤه من
فاران بعثه
محمدا صلى الله عليه وسلم ،
وفاران مكة . وسيأتي في ( القصص ) بإسماعه سبحانه كلامه من الشجرة زيادة بيان إن شاء الله تعالى .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8وسبحان الله رب العالمين تنزيها وتقديسا لله رب العالمين . وقد تقدم في غير موضع ، والمعنى : أي يقول من حولها :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8وسبحان الله فحذف . وقيل : إن
موسى عليه السلام قاله حين فرغ من سماع النداء ; استعانة بالله تعالى وتنزيها له ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وقيل : هو من قول الله تعالى . ومعناه : وبورك فيمن سبح الله تعالى رب العالمين ; حكاه
ابن شجرة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم الهاء عماد وليست بكناية في قول
الكوفيين . والصحيح أنها كناية عن الأمر والشأن .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9إنه أنا الله العزيز الغالب الذي ليس كمثله شيء ، الحكيم في أمره وفعله . وقيل : قال
موسى يا رب من الذي نادى ؟ فقال له : " إنه " أي إني أنا المنادي لك أنا الله .
[ ص: 150 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وألق عصاك قال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : ظن
موسى أن الله أمره أن يرفضها فرفضها وقيل : إنما قال له ذلك ليعلم
موسى أن المكلم له هو الله ، وأن
موسى رسوله ;
nindex.php?page=treesubj&link=28752وكل نبي لا بد له من آية في نفسه يعلم بها نبوته . وفي الآية حذف : أي وألق عصاك فألقاها من يده فصارت حية تهتز كأنها جان ، وهي الحية الخفيفة الصغيرة الجسم . وقال
الكلبي : لا صغيرة ولا كبيرة . وقيل : إنها قلبت له أولا حية صغيرة فلما أنس منها قلبت حية كبيرة . وقيل : انقلبت مرة حية صغيرة ، ومرة حية تسعى وهي الأنثى ، ومرة ثعبانا وهو الذكر الكبير من الحيات . وقيل : المعنى انقلبت ثعبانا تهتز كأنها جان ، لها عظم الثعبان وخفة الجان واهتزازه ، وهي حية تسعى . وجمع الجان جنان ; ومنه الحديث (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832215نهى عن قتل الجنان التي في البيوت ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10ولى مدبرا خائفا على عادة البشر
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10ولم يعقب أي لم يرجع ; قاله
مجاهد . وقال
قتادة : لم يلتفت .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10يا موسى لا تخف أي من الحية وضررها .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10إني لا يخاف لدي وتم الكلام ثم استثنى استثناء منقطعا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم وقيل : إنه استثناء من محذوف ; والمعنى : إني لا يخاف لدي المرسلون وإنما يخاف غيرهم ممن ظلم
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإنه لا يخاف ; قاله
الفراء . قال
النحاس : الاستثناء من محذوف محال ; لأنه استثناء من شيء لم يذكر ولو جاز هذا لجاز إني لأضرب القوم إلا زيدا بمعنى إني لا أضرب القوم وإنما أضرب غيرهم إلا زيدا ; وهذا ضد البيان ، والمجيء بما لا يعرف معناه . وزعم
الفراء أيضا أن بعض النحويين يجعل " إلا " بمعنى الواو أي ولا من ظلم ; قال :
وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان
قال
النحاس : وكون ( إلا ) بمعنى الواو لا وجه له ولا يجوز في شيء من الكلام ، ومعنى ( إلا ) خلاف الواو ; لأنك إذا قلت : جاءني إخوتك إلا زيدا أخرجت زيدا مما دخل فيه الإخوة فلا نسبة بينهما ولا تقارب . وفي الآية قول آخر : وهو أن يكون الاستثناء متصلا ; والمعنى : إلا من ظلم من المرسلين بإتيان الصغائر التي لا يسلم منها أحد ، سوى ما روي عن
يحيى بن زكريا عليه السلام ، وما ذكره الله تعالى في نبينا عليه السلام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ذكره
المهدوي واختاره
النحاس ; وقال : علم الله من عصى منهم يسر الخيفة فاستثناه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإنه يخاف وإن كنت قد غفرت له .
[ ص: 151 ] الضحاك : يعني
آدم وداود عليهما السلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . كالذي فرط من
آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة
يوسف ، ومن
موسى عليه السلام بوكزه القبطي . فإن قال قائل : فما
nindex.php?page=treesubj&link=19994معنى الخوف بعد التوبة والمغفرة ؟ قيل له : هذه
nindex.php?page=treesubj&link=19994سبيل العلماء بالله عز وجل أن يكونوا خائفين من معاصيهم وجلين ، وهم أيضا لا يأمنون أن يكون قد بقي من أشراط التوبة شيء لم يأتوا به ، فهم يخافون من المطالبة به . وقال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : قال الله
لموسى إني أخفتك لقتلك النفس . قال
الحسن : وكانت الأنبياء تذنب فتعاقب . قال
الثعلبي والقشيري nindex.php?page=showalam&ids=15151والماوردي وغيرهم : فالاستثناء على هذا صحيح ; أي إلا من ظلم نفسه من النبيين والمرسلين فيما فعل من صغيرة قبل النبوة . وكان
موسى خاف من قتل القبطي وتاب منه . وقد قيل : إنهم
nindex.php?page=treesubj&link=21377بعد النبوة معصومون من الصغائر والكبائر . وقد مضى هذا في ( البقرة ) .
قلت : والأول أصح لتنصلهم من ذلك في القيامة كما في حديث الشفاعة ، وإذا أحدث المقرب حدثا فهو ، وإن غفر له ذلك الحدث فأثر ذلك الحدث باق ، وما دام الأثر والتهمة قائمة فالخوف كائن ، لا خوف العقوبة ولكن خوف العظمة ، والمتهم عند السلطان يجد للتهمة حزازة تؤديه إلى أن يكدر عليه صفاء الثقة .
وموسى عليه السلام قد كان منه الحدث في ذلك الفرعوني ، ثم استغفر وأقر بالظلم على نفسه ، ثم غفر له ، ثم قال بعد المغفرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ثم ابتلي من الغد بالفرعوني الآخر وأراد أن يبطش به ، فصار حدثا آخر بهذه الإرادة . وإنما ابتلي من الغد لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17فلن أكون ظهيرا للمجرمين وتلك كلمة اقتدار من قوله لن أفعل ، فعوقب بالإرادة حين أراد أن يبطش ولم يفعل ، فسلط عليه الإسرائيلي حتى أفشى سره ; لأن الإسرائيلي لما رآه تشمر للبطش ظن أنه يريده ، فأفشى عليه ف
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس فهرب الفرعوني وأخبر فرعون بما أفشى الإسرائيلي على
موسى ، وكان القتيل بالأمس مكتوما أمره لا يدرى من قتله ، فلما علم
فرعون بذلك ، وجه في طلب
موسى ليقتله ، واشتد الطلب وأخذوا مجامع الطرق ; جاء رجل يسعى ف
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك الآية . فخرج كما أخبر الله . فخوف
موسى إنما كان من أجل هذا الحدث ; فهو وإن قربه ربه وأكرمه واصطفاه بالكلام فالتهمة الباقية ولت به ولم يعقب .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء تقدم في ( طه ) القول فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12في تسع آيات قال
النحاس أحسن ما قيل فيه أن المعنى : هذه الآية داخلة في تسع
[ ص: 152 ] آيات .
المهدوي : المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=31ألق عصاك nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك في جيبك فهما آيتان من تسع آيات . وقال
القشيري معناه : كما تقول خرجت في عشرة نفر وأنت أحدهم . أي خرجت عاشر عشرة . ف ( في ) بمعنى ( من ) لقربها منها كما تقول خذ لي عشرا من الإبل فيها فحلان أي منها . وقال
الأصمعي في قول
امرئ القيس :
وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
" في " بمعنى " من " . وقيل : " في " بمعنى " مع " فالآيات عشرة منها اليد ، والتسع : الفلق والعصا والجراد والقمل والطوفان والدم والضفادع والسنين والطمس . وقد تقدم بيان جميعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12إلى فرعون وقومه قال
الفراء : في الكلام إضمار لدلالة الكلام عليه ، أي إنك مبعوث أو مرسل إلى
فرعون وقومه .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12إنهم كانوا قوما فاسقين أي خارجين عن طاعة الله ; وقد تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13فلما جاءتهم آياتنا مبصرة أي واضحة بينة . قال
الأخفش : ويجوز " مبصرة " وهو مصدر كما يقال : الولد مجبنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13قالوا هذا سحر مبين جروا على عادتهم في التكذيب فلهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا أي تيقنوا أنها من عند الله وأنها ليست سحرا ، ولكنهم كفروا بها وتكبروا أن يؤمنوا
بموسى . وهذا يدل على أنهم كانوا معاندين . و ( ظلما و علوا ) منصوبان على نعت مصدر محذوف ، أي وجحدوا بها جحودا ظلما وعلوا . والباء زائدة أي وجحدوها ; قاله
أبو عبيدة . فانظر يا
محمد nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14كيف كان عاقبة المفسدين أي آخر أمر الكافرين الطاغين ، انظر ذلك بعين قلبك وتدبر فيه . الخطاب له والمراد غيره .