قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ( 22 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون ) : في العامل فيه ثلاثة أوجه :
[ ص: 260 ] أحدها : اذكر يوم .
والثاني : يعذبون يوم ، والكلام الذي بعده يدل عليه .
والثالث : لا يبشرون يوم يرون .
ولا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين :
أحدهما : أن المصدر لا يعمل فيما قبله .
والثاني : أن المنفي لا يعمل فيما قبل لا .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يومئذ ) : فيه أوجه :
أحدها : هو تكرير ليوم الأول .
والثاني : هو خبر بشرى ، فيعمل فيه المحذوف ؛ و " للمجرمين " : تبيين ، أو خبر ثان . والثالث : أن يكون الخبر " للمجرمين " والعامل في يومئذ ما يتعلق به اللام .
والرابع : أن يعمل فيه " بشرى " إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع لا ، ويكون الخبر " للمجرمين " ، وسقط التنوين لعدم الصرف ؛ ولا يجوز أن يعمل فيه " بشرى " إذا بنيتها مع " لا " .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا ) : هو مصدر ، والتقدير : حجرنا حجرا . والفتح والكسر لغتان ؛ وقد قرئ بهما .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=28908ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ( 25 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=25ويوم تشقق ) :
يقرأ بالتشديد والتخفيف ، والأصل تنشق ، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال ، وأن يراد به الماضي ؛ وقد حكي ، والدليل عليه أنه عطف عليه : و " نزل " وهو ماض ، وذكر بعد قوله : " ويقولون حجرا " وهذا يكون بعد تشقق السماء .
[ ص: 261 ] وأما انتصاب " يوم " فعلى تقدير : اذكر ، أو على معنى : وينفرد الله بالملك يوم تشقق السماء .
( ونزل ) : الجمهور على التشديد .
ويقرأ بالتخفيف والفتح .
و ( تنزيلا ) - على هذا : مصدر من غير لفظ الفعل ؛ والتقدير : نزلوا تنزيلا فنزلوا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=28908الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ( 26 ) ) .
قوله تعالى : ( الملك ) : مبتدأ ، وفي الخبر أوجه ثلاثة ؛ أحدها : " للرحمن " فعلى هذا يكون " الحق " نعتا لـ " الملك " و " يومئذ " معمول الملك ، أو معمول ما يتعلق به اللام ؛ ولا يعمل فيه " الحق " لأنه مصدر متأخر عنه . والثاني : أن يكون الخبر : " الحق " و " للرحمن " تبيين ، أو متعلق بنفس الحق ؛ أي يثبت للرحمن . والثالث : أن يكون الخبر " يومئذ " والحق نعت للرحمن .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27يقول ياليتني ) : الجملة حال .
وفي " يا " هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=73ياليتني كنت معهم ) [ النساء : 73 ] .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=28908وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ( 30 ) ) .
قوله تعالى : ( مهجورا ) : هو مفعول ثان لاتخذوا ؛ أي صيروا القرآن مهجورا بإعراضهم عنه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28908وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ( 32 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32جملة ) : هو حال من القرآن ؛ أي مجتمعا .
( كذلك ) : أي أنزل كذلك ؛ فالكاف في موضع نصب على الحال ، أو صفة لمصدر محذوف . واللام في " لنثبث " يتعلق بالفعل المحذوف .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ( 22 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ ) : فِي الْعَامِلِ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
[ ص: 260 ] أَحَدُهَا : اذْكُرْ يَوْمَ .
وَالثَّانِي : يُعَذَّبُونَ يَوْمَ ، وَالْكَلَامُ الَّذِي بَعْدَهُ يَدُلُّ عَلَيْهِ .
وَالثَّالِثُ : لَا يُبَشَّرُونَ يَوْمَ يَرَوْنَ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَعْمَلَ فِيهِ الْبُشْرَى لِأَمْرَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمَصْدَرَ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْمَنْفِيَّ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَ لَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَئِذٍ ) : فِيهِ أَوْجُهٌ :
أَحَدُهَا : هُوَ تَكْرِيرٌ لِيَوْمٍ الْأَوَّلِ .
وَالثَّانِي : هُوَ خَبَرُ بُشْرَى ، فَيَعْمَلُ فِيهِ الْمَحْذُوفُ ؛ وَ " لِلْمُجْرِمِينَ " : تَبْيِينٌ ، أَوْ خَبَرٌ ثَانٍ . وَالثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ " لِلْمُجْرِمِينَ " وَالْعَامِلُ فِي يَوْمَئِذٍ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ اللَّامُ .
وَالرَّابِعُ : أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ " بُشْرَى " إِذَا قَدَّرْتَ أَنَّهَا مُنَوَّنَةٌ غَيْرُ مَبْنِيَّةٍ مَعَ لَا ، وَيَكُونُ الْخَبَرُ " لِلْمُجْرِمِينَ " ، وَسَقَطَ التَّنْوِينُ لِعَدَمِ الصَّرْفِ ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ " بُشْرَى " إِذَا بَنَيْتَهَا مَعَ " لَا " .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا ) : هُوَ مَصْدَرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : حِجْرُنَا حِجْرًا . وَالْفَتْحُ وَالْكَسْرُ لُغَتَانِ ؛ وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=28908وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ( 25 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=25وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ) :
يُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ ، وَالْأَصْلُ تَنْشَقُّ ، وَهَذَا الْفِعْلُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْحَالُ وَالِاسْتِقْبَالُ ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَاضِي ؛ وَقَدْ حُكِيَ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّهُ عُطِفَ عَلَيْهِ : وَ " نُزِّلَ " وَهُوَ مَاضٍ ، وَذُكِرَ بَعْدَ قَوْلِهِ : " وَيَقُولُونَ حِجْرًا " وَهَذَا يَكُونُ بَعْدَ تَشَقُّقِ السَّمَاءِ .
[ ص: 261 ] وَأَمَّا انْتِصَابُ " يَوْمَ " فَعَلَى تَقْدِيرِ : اذْكُرْ ، أَوْ عَلَى مَعْنَى : وَيَنْفَرِدُ اللَّهُ بِالْمُلْكِ يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ .
( وَنُزِّلَ ) : الْجُمْهُورُ عَلَى التَّشْدِيدِ .
وَيُقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ وَالْفَتْحِ .
وَ ( تَنْزِيلًا ) - عَلَى هَذَا : مَصْدَرٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِ الْفِعْلِ ؛ وَالتَّقْدِيرُ : نُزِّلُوا تَنْزِيلًا فَنَزَلُوا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=28908الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ( 26 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( الْمُلْكُ ) : مُبْتَدَأٌ ، وَفِي الْخَبَرِ أَوْجُهٌ ثَلَاثَةٌ ؛ أَحَدُهَا : " لِلرَّحْمَنِ " فَعَلَى هَذَا يَكُونُ " الْحَقُّ " نَعْتًا لِـ " الْمُلْكُ " وَ " يَوْمئِذٍ " مَعْمُولُ الْمُلْكِ ، أَوْ مَعْمُولُ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ اللَّامُ ؛ وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ " الْحَقُّ " لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ مُتَأَخِّرٌ عَنْهُ . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ : " الْحَقُّ " وَ " لِلرَّحْمَنِ " تَبْيِينٌ ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِنَفْسِ الْحَقِّ ؛ أَيْ يَثْبُتُ لِلرَّحْمَنِ . وَالثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ " يَوْمَئِذٍ " وَالْحَقُّ نَعْتٌ لِلرَّحْمَنِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27يَقُولُ يَالَيْتَنِي ) : الْجُمْلَةُ حَالٌ .
وَفِي " يَا " هَاهُنَا وَجْهَانِ ذَكَرْنَاهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=73يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ ) [ النِّسَاءِ : 73 ] .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ( 30 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( مَهْجُورًا ) : هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ لَاتَّخَذُوا ؛ أَيْ صَيَّرُوا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا بِإِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ( 32 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32جُمْلَةً ) : هُوَ حَالٌ مِنَ الْقُرْآنِ ؛ أَيْ مُجْتَمِعًا .
( كَذَلِكَ ) : أَيْ أُنْزِلَ كَذَلِكَ ؛ فَالْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ . وَاللَّامُ فِي " لِنُثَبِّثَ " يَتَعَلَّقُ بِالْفِعْلِ الْمَحْذُوفِ .