قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ( 41 ) ) .
قوله تعالى : ( والطير ) : هو معطوف على " من " و " صافات " : حال من الطير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=41كل قد علم صلاته ) : ضمير الفاعل في علم : اسم الله عند قوم ، وعند آخرين : هو ضمير كل ؛ وهو الأقوى ؛ لأن القراءة برفع كل على الابتداء ، فيرجع ضمير الفاعل إليه ، ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل ؛ لأن الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها ؛ فيصير كقولك : زيدا ضرب عمرو غلامه ، فتنصب زيدا بفعل دل عليه ما بعده ؛ وهو أقوى من الرفع ، والآخر جائز .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ( 43 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يؤلف بينه ) : إنما جاز دخول بين على المفرد ؛ لأن المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة ، والسحاب جنس لها .
[ ص: 253 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وينزل من السماء ) : ( من ) هاهنا لابتداء الغاية ؛ فأما (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43من جبال ) ففي ( من ) وجهان : أحدهما : هي زائدة ، هذا على رأي
الأخفش . والثاني : ليست زائدة . ثم فيها وجهان : أحدهما : هي بدل من الأولى على إعادة الجار ، والتقدير : وينزل من جبال السماء ؛ أي من جبال في السماء فعلى هذا يكون " من برد " زائدة عند قوم ، وغير زائدة عند آخرين . والوجه الثاني : أن التقدير : شيئا من جبال ، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة .
وهذا الوجه هو الصحيح ؛ لأن قوله تعالى : " فيها من برد " يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه ؛ فيكون تقديره : وينزل من جبال السماء جبالا فيها برد ، وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنى عنه .
وأما " من " الثانية ففيها وجهان : أحدهما : هي زائدة . والثاني : للتبعيض .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28908والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ( 45 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45فمنهم من يمشي على بطنه ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45من يمشي على أربع ) : " من " فيهما لما لا يعقل ؛ لأنها صحبت من لمن يعقل ؛ فكان الأحسن اتفاق لفظهما . وقيل : لما وصف هذين بالمشي والاختيار حمله على من يعقل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=28908وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ( 48 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48إذا فريق ) : هي للمفاجأة ؛ وقد تقدم ذكرها في مواضع .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28908إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ( 51 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51قول المؤمنين ) : يقرأ بالنصب والرفع ، وقد ذكر نظيره في مواضع .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28908ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ( 52 ) ) .
قوله تعالى : ( ويتقه ) : قد ذكر في قوله تعالى : ( يؤده إليك ) [ آل عمران : 75 ] .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28908أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ( 41 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَالطَّيْرُ ) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى " مَنْ " وَ " صَافَّاتٍ " : حَالٌ مِنَ الطَّيْرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=41كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ ) : ضَمِيرُ الْفَاعِلِ فِي عَلِمَ : اسْمُ اللَّهِ عِنْدَ قَوْمٍ ، وَعِنْدَ آخَرِينَ : هُوَ ضَمِيرُ كُلٍّ ؛ وَهُوَ الْأَقْوَى ؛ لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ بِرَفْعِ كُلٍّ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، فَيَرْجِعُ ضَمِيرُ الْفَاعِلِ إِلَيْهِ ، وَلَوْ كَانَ فِيهِ ضَمِيرُ اسْمِ اللَّهِ لَكَانَ الْأَوْلَى نَصْبَ كُلٍّ ؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ الَّذِي بَعْدَهَا قَدْ نَصَبَ مَا هُوَ مِنْ سَبَبِهَا ؛ فَيَصِيرُ كَقَوْلِكَ : زَيْدًا ضَرَبَ عَمْرٌو غُلَامَهُ ، فَتَنْصِبُ زَيْدًا بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَهُ ؛ وَهُوَ أَقْوَى مِنَ الرَّفْعِ ، وَالْآخَرُ جَائِزٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ( 43 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) : إِنَّمَا جَازَ دُخُولُ بَيْنَ عَلَى الْمُفْرَدِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى بَيْنَ كُلِّ قِطْعَةٍ وَقِطْعَةٍ سَحَابَةٌ ، وَالسَّحَابُ جِنْسٌ لَهَا .
[ ص: 253 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ ) : ( مِنَ ) هَاهُنَا لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ؛ فَأَمَّا (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43مِنْ جِبَالٍ ) فَفِي ( مِنْ ) وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هِيَ زَائِدَةٌ ، هَذَا عَلَى رَأْيِ
الْأَخْفَشِ . وَالثَّانِي : لَيْسَتْ زَائِدَةً . ثُمَّ فِيهَا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى عَلَى إِعَادَةِ الْجَارِ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَيُنَزِّلُ مِنْ جِبَالِ السَّمَاءِ ؛ أَيْ مِنْ جِبَالٍ فِي السَّمَاءِ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ " مِنْ بَرَدٍ " زَائِدَةً عِنْدَ قَوْمٍ ، وَغَيْرَ زَائِدَةٍ عِنْدَ آخَرِينَ . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ التَّقْدِيرَ : شَيْئًا مِنْ جِبَالٍ ، فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وَاكْتَفَى بِالصِّفَةِ .
وَهَذَا الْوَجْهُ هُوَ الصَّحِيحُ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : " فِيهَا مِنْ بَرَدٍ " يُحْوِجُكَ إِلَى مَفْعُولٍ يَعُودُ الضَّمِيرُ إِلَيْهِ ؛ فَيَكُونُ تَقْدِيرُهُ : وَيُنَزِّلُ مِنْ جِبَالِ السَّمَاءِ جِبَالًا فِيهَا بَرَدٌ ، وَفِي ذَلِكَ زِيَادَةُ حَذْفٍ وَتَقْدِيرُ مُسْتَغْنًى عَنْهُ .
وَأَمَّا " مِنْ " الثَّانِيَةُ فَفِيهَا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : هِيَ زَائِدَةٌ . وَالثَّانِي : لِلتَّبْعِيضِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28908وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 45 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ) : " مَنْ " فِيهِمَا لِمَا لَا يَعْقِلُ ؛ لِأَنَّهَا صَحِبَتْ مَنْ لِمَنْ يَعْقِلُ ؛ فَكَانَ الْأَحْسَنُ اتِّفَاقَ لَفْظِهِمَا . وَقِيلَ : لَمَّا وَصَفَ هَذَيْنِ بِالْمَشْيِ وَالِاخْتِيَارِ حَمَلَهُ عَلَى مَنْ يَعْقِلُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ( 48 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=48إِذَا فَرِيقٌ ) : هِيَ لِلْمُفَاجَأَةِ ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي مَوَاضِعَ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 51 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ ) : يُقْرَأُ بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ ، وَقَدْ ذُكِرَ نَظِيرُهُ فِي مَوَاضِعَ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28908وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ( 52 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَيَتَّقْهِ ) : قَدْ ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 75 ] .